204

د ګلانو بوی حواشی سره سمون خوري

ذيل نفحة الريحانة موافقا للمطبوع

پوهندوی

أحمد عناية

خپرندوی

دار الكتب العلمية

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

1426ه-2005م

د خپرونکي ځای

بيروت / لبنان

ژانرونه

ادب

يتيمة الدهر ، وواحد العصر . أبلج الغرة ، طلق الأسرة : سليل شهام اتخذوا دارة | القمر دارا ، وواسطة عقد كواكب حف بهم المجد ودارا . كالغمام تجود يمناه ، | وكالروض في مفاوحته وجناه . حتى حاول أمرا أهطع إليه أي إهطاع ، وكان تحت | أمره المطاع . حتى أحاط به إحاطة القلائد بالأعناق ، وحصره حصرا وثيق الأزرة | والخناق . أخذ من كل فن أطيبه ، ومن كل علم أغزره وأعذبه . وكان له حازنا أمينا ، | وحافظا مبينا . يبهر العقول تحريره ، ويدهش الألباب تقريره . لا ينسب حل المشكلات | إلا إليه ، ولا يعول في كشف المعضلات إلا عليه . حاز الألسن واللسن ، وحوى البراعة | وكل معنى حسن . إلى وضاءة تخجل الصباح ، وتذهل الصباح . فلك كوكب المفاخر ، | ودوحة الفضل الزاخر . المنتسب لأمنع سيادة ضرب من المجد رواقها ، وأرفع سعادة | شد بالمكارم نطاقها . طلع في سماء الكمال أعلى المنازل ، وورد من مياه الفضائل | والآداب أعذب المناهل . وملك من شأو البيان أعالي المراتب ، وفاق الشمس في | الإشراق وبدر الكواكب . امتطى غارب المجد ذروة سنامه ، وارتقى صهوة الحمد | بأخمصه وأقدامه . فلله دهر شمس نهاره ، وعبير أزهاره . ما ترك سبيل كمال إلا وفيه | سلك ، فإذا رأيته قلت : ^ ( ما هذا بشرا إن هذا إلا ملك ) ^ + ( يوسف : 31 ) + . فالحاصل أنه لا | يمكنني التعبير عنه بعبارة ، خلا أن فرسان العلوم والبلاغة إذا أطلقت أعنتها لم تلحق | غباره . وأنا نفر بفضله غير متأبي ، فقد انتفعت منه بما لم أنتفع به من غيره وكان بين | العالمين محبي . وله مؤلفات ابتدعها أي ابتداع ، أودعها فرائد نوادره بأحسن استخلاص | وأبدع استيداع . فاح نور كمالها ، ولاح نور جمالها . هي من أبكار الجنان ، التي لم | يطمثها من قبل إنس ولا جان ، أبهى من الياقوت والمرجان ، انسحب على سحبان ذيل | النسيان . رشفت ماء الفضل والفصاحة من سماء المعالي ، وأشرق عليها نور البلاغة | المتلالي . ومن أشهرها تاريخه ' خلاصة الأثر ، في القرن الحادي عشر ' ، ترجم في زهاء | ستة آلاف ، ممن ثبت فضلهم ومجدهم بلا خلاف . ومنها ' نفحة الريحانة ، ورشحة طلاء | الحانة ' . و ' المعول عليه ، في المضاف والمضاف إليه ' . و ' المثنى ، الذي لا يكاد | | يتثنى ' . و ' الدخيل ، الذي ليس له مثيل ' . و ' الدر المرصوف ، في الصفة والموصوف ' | وكتب حصة على ' ديوان المتنبي ' تبهر ذوي الألباب وللعقول تسبي . وحاشية على | ' القاموس ' ، سماها ب ' الناموس ' ، هتف به داعي نعيه قبل إكمالها ، الذي أقسم كل جهبذ | أنه لم يجتمع بمثالها . وكتاب ' أمالي ' ، كعقد لآلي . وغيرها من درر غرره ، وتحائف | فكره .

وله شعر تعلقت ذوائبه بالكواكب ، وها هو في ميدان البلاغة لذيل عجبه | ساحب . فمن ذلك قوله : + ( الكامل ) + |

ألا في سبيل الله نفس وقفتها

على محن الأشجان في طاعة الحب

أعاني جوى من ذي ولوع بكيده

إذا لم يمت بالصد يقتل بالعجب

تخيرته من ألطف الغيد خلقة

تكون بين الراح والمبسم العذب

أبى القلب إلا أن يكون بحبه

وحيدا على رغم النصيحة والعتب

فلو فوقت سهم المنون جفونه

لقلب سوى قلبي تمنيته قلبي

وكان له ترب بالشام ألف بينهما المكتب ، وحبيب كان يرتع معه أيام الصبا | ويلعب . فكان فراقه عنده من أعظم ذنوب البين ، وفي المثل : أقبح ذنوب الدهر تفريق | المحبين . فكتب إليه بهذه الأبيات ، وهو أول ما سمح به فكره من النظم : + ( الكامل ) + |

لا كانت الدنيا وأنت بعيد

يا واحدا أنا في هواه وحيد

يا من لبست لهجره ثوب الضنى

وخلعت برد اللهو وهو جديد

وتركت لذات الوجود بأسرها

حتى استوى المعدوم والموجود

قسما بما ألقى عليك من العدى

ومحب وجهك في الورى محسود

إن المحب كما علمت صبابة

فالصبر ينقص والغرام يزيد

ولقد ملأت القلب منك مهابة

فعلي منك إذا خلوت شهيد

والحرص مذموم بإجماع الورى

إلا عليك فإنه محمود

وقوله : + ( الرجز ) + |

وأغيد يسكر عقل الغيد

يصيد بالحسن قلوب الصيد

فؤاده صور من حديد

وقلبه أقسى من الجلمود

مولى عظيم الفتك بالعبيد

يغنيه حسنه عن الجنود

|

مخ ۲۰۸