ثم نهض(1) -عليه السلام- فحط في حلملم، وأقبل إليه قبائل المغرب من مسور وبلاد حمير والأعذار وغيرها سامعين مطيعين، وبلغ إلى الإمام -عليه السلام- ما كان من نزول الأمراء الحمزيين الجوف، وأسر الأمير الكبير حمزة بن سليمان بن موسى، فأزمع على النهوض، فنهض -عليه السلام- يوم الأربعاء بعد مضي اثنين وعشرين يوما من وقعة قارن، فأمسى في الأبرق (في جبل عيال يزيد)(2). وبلغ العلم إلى ظفار، فأوقدوا نارا في رأس جبل ذروة إمارة للأمراء بالجوف يشعرونهم بإقبال الإمام إلى الظاهر، وأقبلت قبائل الظاهر إلى الإمام -عليه السلام- فاجتمع من الخلق ما لا يعلمهم إلا الله، حتى ضاقت الطرقات بالعسكر، فأفاضوا على الحداب والشعاب حتى لقد رامت الصيود(3) من مرابعها الهرب فانسدت عليها المسالك من يمين وشمال وخلف وقدام، وعميت الأنباء على أهل ذروة في ذلك اليوم فما علموا حتى دخلت العساكر بلد الشطبة من بلاد الصيد، على ثلاثة أميال من ذروة أو دون ذلك.
مخ ۲۵۹