فلما مضى وهن من الليل بلغ [إلى](1) الإمام -عليه السلام- أن الأمراء الحمزيين قد أقبلت عساكرهم إلى ذروة، ولم يطلع الفجر إلا وقد استقل رأس ذروة زهاء خمسمائة مقاتل، مقدمهم الأمير عز الدين محمد بن الأمير شمس الدين أحمد بن الإمام(2) المنصور بالله -عليه السلام-، والأمير علي بن وهاس بن أبي هاشم الحمزي(3) وغيرهما من المشائخ والرؤساء، فاغتم الإمام -عليه السلام- وتصور أن القوم لا يؤخذون قهرا، وحط الأمراء في بقية العسكر والخيل في بركة مذود. وكانوا قريبا من مائة فارس على ما روى. فلما أصبح ذلك اليوم نهض -عليه السلام- حين أرتفعت الشمس قليلا قاصدا إلى ذروة، فكان أول العسكر يحارب القوم في سفح جبل ذروة، وآخره خارجا من وطن الشطبة، وغشى العسكر السهل والجبل، وزحف المسلمون، واشتد القتال، واستشهد من المسلمين ثلاثة نفر(4).
مخ ۲۶۰