ثم تقدم الأمراء بعساكرهم حتى حطوا في يشيع(1) فاضطرب الناس وهموا بهم، فلما أحسوا ذلك أسروا إلى الأمير الكبير شجاع الدين يحيى(2) بن الحسن بن حمزة في خطاب بينهم وبين الإمام لينقلبوا على محمله، فأقبل إلى الإمام وكان في تلك المدة مظهرا أنه من جنبة الإمام [عليه السلام](3) فلم يكد يساعده الإمام على ذلك، فوصل إلى بني عمه وشاورهم وكرر الخطاب، ولم يبرح بالإمام حتى ساعده على شروط، منها: أن الصلح على الظاهر دون بلاد حمير، والأمراء آل يحيى بن حمزة، وأشياء ذكرها من رهن ولده في تمام ذلك، وقد كان الأمير فخر الدين عبدالله بن يحيى بن حمزة استدعى بعساكر الغز من كوكبان وحلب وغيرهما من حصون الغز، وجمع عساكره حتى اجتمعوا ما بين الألف المقاتل والسبعمائة(4) وسار حتى حط في قارن يريدون استئصال شأفة أمير المؤمنين -عليه السلام- وخراب قراهم وأموالهم فاستغاثوا بالإمام -عليه السلام- وأعلموه أنه قد اجتمع العساكر من الباطنية والقرامطة والعجم ومن لا يرقب في المؤمنين إلاولا ذمة، فاغتم الإمام -عليه السلام- لذلك وتجرد لقتالهم(5).
مخ ۲۵۶