170

قصة أخذ الجنات:

فنهض -عليه السلام- في العساكر الموفورة حتى أشرف على موضع يسمى أرهق وهبط العسكر(1) إلى البون فكان بين الناس قتال وعاد العسكر، وعند ذلك خرج الأمير الكبير علي بن موسى [بن](2) المنصور بالله -عليه السلام- ومن كان معه من خدامه، فنهض الإمام بنفسه في اليوم الثاني فاستولى على الجنات، وعفى عمن كان قد أبدى صفحته من العشائر(3) لكونهم مكرهين، وأقام أياما ثم نهض قاصدا للظاهر، فطلع العسكر من طريق المضلعة، ثم حط في موضع يسمى بيت ثوب وأقبل إليه القبائل حتى اجتمع من الناس خلق كثير(4). ولما علم الأمراء بنو حمزة بذلك تذمروا(5) وساقوا أهل البلاد من بني زهير وغيرهم من قبائل المشرق وقبائل ذيبان وقبائل سفيان ومرهبة والصيد(6) وبني صريم، حتى اجتمع معهم عسكر كبير(7) فيه من الخيل قريب المائة الفارس فحطوا في موضع يسمى (خمر) من الظاهر الأعلى، وقد كانوا أحدثوا فيه عمارة في قصر الجاهلي وتكلم الأمير عز الدين محمد بن الأمير شمس الدين أحمد بن المنصور (بالله -عليه السلام-)(8) مع القبائل، ونال من الإمام وطعن عليه وأقذع بما لا يحتمل الكتاب ذكره(9). هكذا ذكره مؤلف سيرة المهدي عليه السلام.

مخ ۲۵۵