169

ثم لم يلبث الإمام -عليه السلام- أن جهز الأمراء الشرفاء الأمير صلاح الدين الحسين بن القاسم الحمزي(1) ومن معه من أولاد عمه إلى ذيبين، وأسر إليهم بلزم ذروة وعمارتها ومحاربة الأمراء بني حمزة من سرة بلادهم، وحمل معهم مالا كثيرا من الدراهم المكية والدنانير الذهب والكسا الحرير. وكان القاضي الأجل نجم الدين يحيى بن عطية بن أبي النجم(2) وصل من مكة[383] وأرض الحجاز بأموال جليلة من البر والنذور والزكوات فأنفقها -عليه السلام- في تلك الأيام بين المسلمين فأحس الأمراء بنو حمزة بمراد الإمام، فأمروا من سبق على جبل ذروة فلزموه فبلغ العلم إلى الأمير شمس الدين، وكان حينئذ في جهة صعدة فأمرهم بقوة ذروة وشحنتها وإدخال الرجال الأجواد إليها، وظن أن ذلك يكسر همة الإمام -عليه السلام- على الإقبال إلى البلاد، فلما كان في شوال نهض الإمام -عليه السلام- من ثلا قاصدا للجنات(3).

مخ ۲۵۴