وأما حديث ابن عباس الثاني فالذي في الصحيح منه: ((فإن غم عليكم فأكملوا العدة))، وهذا محمول على آخر الشهر. وأما ذكر شعبان فيه فانفرد بروايته آدم بن أبي إياس دون جميع من رواه، فالظاهر أنه على سبيل التفسير من آدم كما قال في حديث أبي هريرة الذي رواه البخاري من طريق آدم، فيكون آدم قد فسر الحديثين من عنده، أو روى على ما يظنه المعنى.
وأما حديث حذيفة فقد ضعفه أحمد، وقال: ((ليس ذكر حذيفة فيه بمحفوظ)). ثم هو محمول على حالة الصحو، أو على ما إذا غم هلال رمضان و[هلال] شوال.
وقد استعظم أبو بكر الخطيب هذا الحمل لعدم علمه بالفقه، وقال: ((من خلت يداه من الدليل لجأ إلى هذا التأويل، وكيف يجوز أن يحمل الخبر العام على الخصوص بغير دليل؟!)).
مخ ۱۰۹