فقال الرجل المقنع بصوت المتهكم: لقد ثبت لي الآن ودادك يا باسي، فلله أنت من صديق عرف أن صديقه مسافر، وأن زوجته تخشى المبيت وحدها، فأتى يؤانسها في ظلام الليل.
فعلم باسي أن صاحب هذا الصوت هو مونسورو، فقال: أزح القناع الآن يا كونت، لقد عرفتك ولم يعد من حاجة إليه. - لك ما تريد أيها الصديق المخلص.
ثم أخذ القناع عن وجهه، ورمى به إلى الأرض، فظهر من تحته وجه مونسورو وهو باصفرار يشبه اصفرار الأموات.
فسترت ديانا وجهها بين يديها وقالت: ويلاه!
أما باسي، فإنه نظر إليه نظرة ازدراء وقال: افعل الآن ما أنت قادم لأجله، فإما أن تقاتل فتموت، أو تدعني أذهب على أن نلتقي في الغد.
فضحك مونسورو ضحكا طويلا، هلع له قلب ديانا من الخوف، وارتجف له باسي من الغيظ.
ثم قال بعد ضحكه الطويل: كلا أيها الصديق، فأنت أتيت لتنام في هذا المنزل، إذا فلتنم نومة لا هبة بعدها إلى الأبد.
وبعد ذلك دخل من النافذة رجلان أيضا، وانضما إلى رفاقهما، فنظر إليهما باسي نظرة هادئة وقال: لقد أصبحوا ستة، فأين الباقون؟
فأجاب مونسورو قائلا: إنهم ينتظرون على الباب.
فوقعت ديانا جاثية على ركبتيها وهي لا تعلم ماذا تقول.
ناپیژندل شوی مخ