معهم، كان له الأثر الكبير بأن يفصحوا عن قدراتهم الفكرية قبالة مفكري المذاهب الأخرى وعلمائهم الذين عرف البعض منهم بباعه الطويل وقدراته الواسعة (1) فصالوا وجالوا في هذا المعترك المقدس، وأقاموا للفكر الشيعي صروحا عظيمة كان ولا زال الخلف الصالح لهم يسترشدون بهداها، ويستضيؤون بنورها.
بلى فقد شهد ذلك العصر - الذي يمكن التعبير عنه بأنه خضم فكري كبير - أسماء لامعة كبيرة لمفكري شيعة، شغلوا مساحة كبيرة من الساحة الإسلامية، وذادوا عن النقاء الإسلامي وصفاته، وخلفوا للأمة من ورائهم تراثا عظيما مباركا، كأمثال الشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان البغدادي (336 - 413 ه) والسيد المرتضى علي بن الحسين الموسوي المتوفى ي عام (436 ه) والشيخ الطوسي محمد بن الحسن بن علي (385 - 460 ه) وجعفر بن محمد الدوريستي المتوفى ما بعد عام (473 ه) وسالار بن عبد العزيز المتوفى على الأكثر عام (463 ه) وغيرهم.
ومن ثم فإن صاحب ترجمتنا هو بلا شك واحد من تلك القمم السامقة في تأريخ التراث الشيعي الكبير أبان تلك الحقبة السالفة مع من عاصره من أولئك الأعلام الكبار الذين تعرضنا لذكر بعض منهم، من الذين أقر القاصي والداني بمبلغ علمهم، وسمو فضلهم، جزاهم الله تعالى عن الإسلام وأهله خير الجزاء.
مخ ۱۸