موضعها ، واستقرت ثابتة في موقعها ، لأنها زعموا معتدلة في الوسط ، غير مائلة إلى جهة من الجهات بفرط ، مستوية كاستواء كفة الميزان ، ممتنعة لاستوائها عن الميلان ، يمينا أو شمالا ، أو علوا أو سفالا (1)، وقال حشو هذه الأمة المختلف ، الذي لا يفقه ولا يتصرف (2)، قرار الأرض زعموا على ظهر حوت (3)، ونعتوا حوتها في ذلك بألوان من النعوت ، وأشبه هذه الأقوال عندنا بالحق ، وأقرب ما قيل به فيها من الصدق ، أن يكون ما تحت الأرض خلاء منفهقا ، وهواء من الأهوية منخفقا (4)، ليس فيهما لسالكهما رد يرده ، ولا للمقبل والمدبر فيهما صد يصده ، لقول الله سبحانه : ( وهو الذي خلق الليل والنهار والشمس والقمر كل في فلك يسبحون (33)) [الأنبياء : 33].
وليس أحد من هذه (5) الفرق كلها التي وصفنا ، وإن قالوا من مختلف الأقوال بما ألفنا ، إلا مقر لا يناكر ، ومعترف لا يكابر ، أن الشمس والقمر يسلكان بأنفسهما ، أو يسلك فلكهما بهما ، فيما يرى من دورهما ، ويعاين في كل حين من مرورهما ، من تحت الأرض لا من فوقها ، يعرف ذلك بغروب الشمس في كل يوم وشروقها ، لا يسلكان
وقد ذكره المسعودي في مروج الذهب 1 / 28 ، واستنكره محققه الشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد.
ولا شك أن هذه من الخرافات والدسائس الإسرائيلية التي غزت كتب الحديث والتفسير عند المحدثين.
مخ ۲۱۵