صالحة قائد الحامية (أبو علي البهلولي)، على خروج العساكر من الرياض، وعودتهم إلى بلادهم، وتأمين جميع المحاربين معهم، فتم ذلك. ثم عين ابن عمه مشاري (١) بن ناصر بن مشاري بن سعود، أميرًا على الرياض، ريثما يرتب الإمام تركي شؤونه (٢) . فغزا الإحساء والقطيف وفتحهما، وتمكن من بعض البوادي، وأدخل كثيرًا من القرى والمدن تحت حكمه، كما انضم إليه زعماء القبائل بعد أن رأوا أن نجدًا قد خضعت له. ثم عاد إلى الرياض، وعمرها، وحصنها بالأسوار، واتخذها قاعدة حكمه، عام ١٢٤٠هـ، ومن يومئذٍ صارت الرياض هي العاصمة إلى اليوم (٣) .
وبولايته انتقل الحكم في آل سعود من سلالة عبد العزيز بن محمد، إلى سلالة أخيه عبد الله بن محمد، وبقي في هؤلاء إلى اليوم (٤) .
ويجدر بنا الإشارة إلى أن هذا هو مؤسس الإمارة السعودية في دورها الثاني عام (١٢٣٥هـ)، بعد أن سقطت، وقتل عبد الله بن سعود (٥)؛ لأنه منذ هذه السنة اعتبر الزعيم الساعي لاسترداد إمارة آل سعود، واستطاع بخلائقه الكبيرة، أن يجعل اسم آل سعود حيًا في نفوس العرب. غير أن الأعداء كانوا قد أحاطوا به من كل جانب؛ فهو دائمًا مهاجم أو مدافع (٦) . وفي عهده عاد الإمام عبد الرحمن بن حسن (والد الشيخ عبد اللطيف) إلى الرياض، قادمًا من مصر، حيث نقله إبراهيم باشا بعد سقوط الدرعية. وكان تركي قد استدعى جميع المنفيين بالرجوع إلى نجد، بعد تطهيرها من
_________
(١) مشاري بن ناصر بن مشاري بن سعود.
(٢) معجم اليمامة ١/٤٩٧. مدينة الرياض عبر أطوار التاريخ، ص١٠٤-١٠٥
(٣) انظر المرجعين السابقين، نفس الصفحات؛ وصقر الجزيرة ١/١-٦٧-٦٨.
(٤) انظر: صقر الجزيرة، ١/٦٧.
(٥) المرجع السابق.
(٦) المرجع السابق. وجزيرة العرب في القرن العشرين، ص٢٣٥-٢٣٦.
1 / 38