وبعد أن علم بأن أحد آل معمر قد قبض على ابن عمه مشاري بن سعود، وسلمه إلى الترك، وأنهم قتلوه حبسًا في السجن، خرج من مخبئه، ودخل "العارض" فنازع ابن معمر برهة من الزمن وقاتله، غير أن ابن معمر قتله ابن عمه (١) . فصفا الجو لتركي، وتولى الحكم مكانه (٢) . وفي سنة (١٢٣٦هـ) قدم حسين بك وأبوش أغا ومعهما عسكر من الدولة العثمانية، إلى الرياض، وحصروا تركيا في قصره. فتمكن من الهروب ليلًا، وأقام في بلدة الحلوة بنجد (٣) .
وفي سنة (١٢٣٧هـ) غزا إبراهيم كاشف، وأغار على قبيلة سبيع في الحاير فكانت الهزيمة عليه، فقتل هو مع ثلاثمائة رجل. ووجهت الدولة العثمانية أبا علي البهلولي، بدلًا منه، ومعه ستمائة رجل، واستقر في الرياض (٤) .
وفي سنة (١٢٤٠هـ) قويت شوكة الإمام تركي، فزحف على الرياض وفيها العساكر المصرية والتركية المرابطة في نجد (٥)، وحاصر الحامية التي فيها، حتى
_________
(١) تذكر بعض المصادر أن الإمام تركيًا بعد علمه بأن ابن معمر سلم مشاري بن سعود -ابن عم تركي- إلى الترك، وأنهم سجنوه، أسرع إلى الدرعية، وقصد قصر ابن معمر، وقبض عليه وسجنه، ثم سار إلى الرياض ونازل مشاري ابن معمر حتى قبض عليه، واستولى على الرياض، وسجن محمد بن مشاري (ابن معمر) وابنه مشاري، وقال تركي لابن معمر: إن أطلقت مشاري بن سعود أطلقتك، وإلا قتلتكما جميعًا، فكتب ابن معمر إلى عامله في السدوس بإطلاقه، فامتنع من إطلاقه؛ خوفًا من القائد التركي. ثم جاء خليل أغا وفيصل الدويش وتسلما مشاري ابن سعود. ولما سمع تركي بذلك، قتل محمد معمر بن مشاري وابنه. أما مشاري بن سعود، فقد حبسه القائد في عنيزة، ومات في محبسه -رحمة الله عليه-. تحفة المستفيد، ص١٤٦-١٤٧.
(٢) انظر: صقر الجزيرة، ١/٦٧. مدينة الرياض عبر أطوار التاريخ، ص١٠١.
(٣) تحفة المستفيد، ص١٤٦.
(٤) تحفة المستفيد، ص١٤٧.
(٥) انظر تفاصيل زحفه على الرياض واستيلائه عليه: عنوان المجد، ٢/١٦-١٩. قلب جزيرة العرب، ص٣٤٣-٣٤٤. معجم اليمامة، لمحمد بن خميس، ١/٤٩٧. الدولة السعودية ص٢٤-٢٥. تحفة المستفيد، ص١٤٨. تاريخ المملكة العربية السعودية في ماضيها وحاضرها، ١-٢٠٤-٢٠٧.
1 / 37