179

چګود لولوییا په تاریخ د رسولي دولت کې

العقود اللؤلؤية في تاريخ الدولة الرسولية

ایډیټر

محمد بن علي الأكوع الحوالي

خپرندوی

مركز الدراسات والبحوث اليمني،صنعاء،دار الآداب

شمېره چاپونه

الأولى

د چاپ کال

١٤٠٣ هـ - ١٩٨٣ م

د خپرونکي ځای

بيروت - لبنان

ژانرونه

تاريخ
علم الدين دخلت إليه يومئذٍ ومجلسهُ يغصُّ بالناس فحضر غداؤُهُ فتغدى الناس معهُ وانقضت حوائجهم وخرجوا ولم يبقَ في المجلس إلا الأمير علم الدين وصهرهُ محمد بن يزيد ومملوكان للأمير صغيران وأبو بكر بن عمار وكاتب الأمير وقاضي الشرع عمر بن سعيد وأنا وأخي علي بن حاتم. فوقفنا إلى أن أذن المؤَذن للعصر فقام الأمير فصلى وعاد إلينا ثم قال لمملوكه احمل الماءَ للجماعة يصلون فطهرنا وصلينا ثم عدنا إلى ما كنا فيه من الحديث فلم نشعر إلا ودخل علينا غبار من أقرب الشبابيك إلى الأمير فقام وسأَل مملوكه ما سبب ذلك الغبار فانتثر علينا غبار وتراب من السقف فهممنا بالخروج فانحطم السقف الأسفل من تحتنا قبل الأعلى وذلك آخر عهد بعضنا ببعض وكان الهدم في أول وقت الظهر فوقفنا تحت الهدم إلى المغرب وكنت اقرأ ما احفظ من القرآن وأدعو بما تيسر من الدعاءِ وأتضرَّع إلى الله ولم يبقَ في خاطري إلا الموت فما شعرت إلا بالمساحي فوق رأسي فكان حسها يقرب قليلًا حتى فتشوا عن رأسي ووجهي فذكرت الله تعالى فاستخبروني عن نفسي فقلت أنا بخيرٍ أن شاءَ الله تعالى فسأَلوني عن الأمير فقلت هو قريب فأخرجوني وحفروا عن الأمير فوجدوهُ ميتًا قد وقعن على رأسهِ خشبة عظيمة واستمر الحفر عن الجماعة فاخرجوا القاضي عمر بن سعيد سالمًا وهلك الباقون ولم يصلوا إلى آخرهم إلا آخر الليل. وفي هذا التاريخ كانت وفاة الأمير علم الدين سنجر الشعبي. وكان أميرًا شجاعًا فارسًا مقدامًا لهُ همة عالية ومواقعهُ مشهورة مذكورة في اليمن الأعلى. وكان متدينًا متنسكًا محافظًا على الصلوات في أوقاتها سفرًا وحضرًا مع شدة البرد في الجبال حتى أنه يكون يقال ما يصلي أحد في المحطة إلا الأمير. وكانت تكة شراويله أو سراويله إذا وضعت على المعسر تضع ولدها للفور. وهو من مماليك الملك المسعود يوسف بن الملك الكامل الأيوبي وإنما سمي الشعبي لأنه كان في بيت المماليك وهو صغير ولم يكن يعرف من فسقهم ولا من شيطنتهم شيئًا فكانوا يسمونهُ شعيبًا أي أنه عريُّ لا يشينه شيءُ من أفعال المماليك.
ولما وقع هذا الحادث العظيم اضطراب الناس في صنعاء وأعمالها وبلغ العلم

1 / 197