إلى الأمير صارم الدين داود بن الإمام فجمع عسكره والمماليك الأسدية وتوسموا قصد الأمير جمال الدين علي بن عبد الله ورفع المحاط عن ظفار فخرج الأمير عز الدين بلبان دويدار الأمير علم الدين الشعبي من صنعاءَ في مائة فارس وخمسمائة راجل إلى البون وجاءَت عيون الأمير صارم الدين إليه بالعلمِ فخرج بعسكره إلى الظاهر الأسفل وعرد عن الظاهر الأعلى ثم سار إلى حوب. ولما وصل العسكر المجرد من صنعاءَ إلى الأمير جمال الدين أغار على الأمير صارم الدين إلى حوب ثم عاد إلى ظفار ثم طلع محطة الأمير فخر الدين بن فيروز في عسكر اليمن إلى صنعاءَ فاستقرَّت المحطة على ظفار بعد ذلك نحوًا من سنة.
وفي هذهِ السنة توفي القاضي أبو عبد الله محمد بن علي بن عمر بن محمد ابن علي بن أبي القاسم الرياحي وكان قاضيًا مرضيًّا في غاية من الزهج والورع والاقتصاد في مطعمهِ وملبسهِ. وكان مولدهُ في سنة تسع وتسعين وخمسمائة وأصل بلدهِ إب وكان والدهُ قاضيًا بها فلما دنت وفاتهُ حَذَّر ولدهُ محمدًا من القضاء فلما توفي والدهُ لم يتعرَّض لهُ امتثالًا لأوامر أبيه لهُ فحدثت عليهم مظالم ومشاق كثيرة فقالت له والدتهُ يا ولدي اذهب إلى سير واعلم قاضي الأقضية بوفاة أبيك وما جرى عليك وعلى اخوتك من العنف والظلم فلعله يجعلك مكان والدك فتستتر عن الظلم فحينئذٍ تقدم إلى قاضي الأقضية وأعلمهُ بوفاة أبيه فعاد إلى البلد فأقام بها قاضيًا سالكًا للطريق المرضية. وكان تفقه بمحمد بن مضمون فلما توفي قاضي تعز ابن أبي الأعز بعث إليه وولاَّه القضاء في مدينة إب. وكان القاضي محمد بن علي عالمًا عاملًا ناسكًا ورعًا كثير السعي في قضاء حوائج الناس غير متكبر ولا متجبر.
قال الجندي أخبرني الثقة عن الثقة أنه رأى القاضي محمد بن علي يمشي حافيًا في هاجرة النهار ونعله في يده قاصدًا من المعزية إلى ناحية المحاريب في مدينة تعز قال فقلت له يا سيدي لم فعلت هذا قال بلغني عن النبي ﷺ أنه قال) من مشى في حاجة أخيه المسلم حافيًا كان لهُ أجر عظيم (أو نحو مما قال