كما كانوا ينظرون إلى الدولة العثمانية ذاتها على أنها حامية الإسلام من الفرنجة في الغرب ومن الفرس ((الشيعة)) في الشرق (¬1).
وخلاصة الكلام لم يكن هناك تذمر من التبعية للخلافة المسلمة إلا بقدر ما تسيء هذه الخلافة وتدبير أمور حياة الناس كالعدل والاعتدال في جمع الضرائب وإقرار الأمن ومع ذلك لم يتردد الشعب المصري في هذا العهد عن القيام بالثورات كثورة علي بك الكبير (¬2).
الحياة الاجتماعية:
كان المجتمع المصري في العهد العثماني المملوكي مكونا من قوى فوقية وأخرى تحتية أو بعبارة أخرى أقلية: أرستقراطية إقطاعية، وأكثرية: من العاملين في الأرض في القرى أو المشتغلين بالحرف الصناعية وغالبا في المدن وكان الأتراك العثمانيون من بين أفراد الأقلية الأرستقراطية أصحاب نعرة شديدة وتعصب وكانوا بسبب غلوهم في التعصب العنصري أو العرقي ينظرون إلى ((أبناء العرب)) كأنهم خلقوا من طينة غير طينتهم ويعدونهم من طبقة لا يجب لأفرادها أن يبلغوا ذلك المستوى الرفيع الذي بلغته الأرستقراطية العتيدة لذا عاشت طبقة الأتراك العثمانيين منعزلة تماما عن المجتمع المصري فلم تتعلم العربية أو تختلط بجماهير الشعب (¬3).
أما البكوات المماليك فكانت بأيديهم حكومة البلاد الإقليمية كما كان منهم حاكم القاهرة أو شيخ البلد وقد نعى المعاصرون عليهم ظلمهم وجورهم وقبيح أفعالهم حيث استغلوا مراكزهم كحكام للإقليم وكملتزمين في استنزاف أموال الفلاحين وإنزال صنوف الإرهاق بهم.
مخ ۷۹