وتمسك معظم المماليك بطابعهم المملوكي المعروف بالولع الشديد بالفروسية وركوب الخيل الأصيلة وارتداء الثياب المزركشة والتزود بأسلحة العصر وأهمها السيف والخنجر والغدارات المرصعة بالجواهر النفيسة وأنفق بكوات المماليك الأموال الطائلة التي اكتنزوها على بناء القصور الفخمة وأماكن اللهو والتسلية وحوت هذه القصور ألوان الترف والبذخ التي أطنب المعاصرون في وصفها (¬1).
وتحت هذا البناء الفوقي للمجتمع المصري والذي كان متمثلا في الأتراك وبكوات المماليك كانت هناك فئات الشعب وفي مقدمتها:
فئة المشايخ أو علماء الأزهر:
كان لهؤلاء نفوذا كبيرا بين جماهير الناس فهم موضع احترامهم وتقديرها بسبب قيامهم برسالتهم الدينية واشتغالهم بأمور الدين ومن ناحية أخرى ارتفعت مكانة المشايخ في العهد العثماني المملوكي لحاجة البكوات إليها في تثبيت حكمهم المزعزع أمام السلطان العثماني صاحب الحق الشرعي على مصر ولقد نتج عن ارتفاع مكانة المشايخ في هذا العهد أن صار لهم الجرئة عند اشتداد الخطوب بالأهالي على أيدي البكوات أن ينذروا ويتوعدوا الآخرين ويتهددونهم بتأليب الرعية عليهم إذا لم يحجموا عن ظلمهم وجورهم (¬2).
وكانت لفئة المشايخ وساطة بين طوائف الشعب وبين الحاكمين الأتراك والمماليك ذات أثر ممدود وقد أفلحت أحيانا في قضاء بعض حوائج الأهليين ورفعت شيئا من المظالم عنهم إلا أنها لم تنجح في ردع البكوات في غييهم وظلمهم حتى مجيء الحملة الفرنسية.
أما الفلاحون:
مخ ۸۰