276

============================================================

قال: إني لفي صحراء أمشي وأنا ابن عشر حجج، إذ أنا برجلين فوق رأسي يقول أحدهما لصاحبه: أهو هو؟ قال: نعم. فأخذاني فأضجعاني لحلاوة القفا، ثم شقا بطني، وكان أحدهما يختلف بالماء في طشت من ذهب، والآخر يغسل جوفي، فقال أحدهما لصاحبه: افلق صدره. فاذا صدري فيما أرى مفلوق لا أجد له وجعا. ثم قال: اشقق قلبه. فشق قلبي، فقال: أخرج الغل والحسد منه . فأخرج شبه العلقة، فتبذبه. ثم قال: أدخل الرحمة والرأفة قلبه، فأخرج شينا كهيئة الفضة، ثم أخرج ذرورا كان معه فذر عليه، ثم نقر إبهامي، ثم قال: اغذ. فرجعت بما لم أغد به من رحمتي للصغير، ورأفتي للكبير:.

والحكمة في شق صدره صلى الله عليه وآله وسلم ححالة صباه، واستخراج ما مر من تطهيره عن نقائص الصبا، ليكون من ابتداء عمره على أكمل الصفات، وأتم الحالات(1).

اال وسلم في صباه هو من إرهاصات نبوته صلى الله عليه وآله وسلم، ودلائل اختيار الله تعالى له لأمر جليل، وليست الحكمة من هذه الحادثة استيصال غدة الشر من جسم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وحاشاه أن يكون فيه هذا، ودليله أنه لو كان الشر منبعه غدة في الجسم أو علقة في بعض أنحائه، لأمكن أن يصبح الشرير خيرا بعملية جراحية، ولكن يبدو أن الحكمة هي إعلان أمر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وتهيؤه للعصمة والوحي منذ صغره بوسائل مادية ليكون ذلك أقرب إلى إيمان الناس به، وتصديقهم برسالته صلى الله عليه وآله وسلم، إنها إذا: عملية تطهير معنوي، ولكنها اتخذت هذا الشكل المادي الحي ليكون في ذلك الإعلان الإلهي بين أسماع الناس وأبصارهم. وأيا كانت الحكمة فلا ينبغي - وقد ثبت الخبر الصحيح في نقلها ثبوتا يقينيأ لا ينبغي محاولة البحث عن مخارج لنخرج 494

مخ ۲۷۶