العجاب په بيان الاسباب کې
العجاب في بيان الأسباب
پوهندوی
عبد الحكيم محمد الأنيس
خپرندوی
دار ابن الجوزي
"قال الكلبي بلغني أنهم السبعون الذين١ اختار موسى" ثم قص القصة نحو ما ساقها ابن إسحاق وفي آخرها: فلما رجعوا إلى العسكر قال لهم مَنْ لم يكن معهم: ماذا قال ربكم؟ قالوا: أمرنا بكذا وكذا ونهانا عن كذا وكذا. هذا قول الذين صدقوا منهم وأما الذين كذبوا فقالوا: نعم قال ما قلتم ولكن وسع لنا في آخر ذلك فقال: إن لم تستطيعوا إلا الذي نهيتكم عنه فافعلوا قال: فلما قدم محمد ﷺ المدينة كلم اليهود ودعاهم إلى الله ﷿ وإلى الإيمان بكتابة فجحدوا وكتموا، فأنزل الله تعالى: ﴿أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلامَ اللَّه﴾ الآية.
وأما مقاتل بن سليمان فأورده مختصرا٢ فقال: قوله ﴿وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلامَ الله﴾ نزلت في السبعين الذين اختار موسى ليذهبوا معه حتى يسمعوا كلام الله فلما ذهبوا معه سمعوا كلام الله وهو يأمر وينهى، فلما رجعوا أدى الصادقون ما سمعوا، وأما طائفة منهم فقالوا: سمعنا الله في آخر كلامه يقول: إن استطعتم أن تفعلوا هذه الأشياء فافعلوا وإن شئتم فلا تفعلوا.
وأخرج الطبري٣ من طريق أبي جعفر الرازي عن الربيع بن أنس في هذه الآية قال: كانوا يسمعون الوحي فيسمعون من ذلك كما يسمع أهل النبوة ثم يحرفونه من بعدما عقلوه، وقد استنكر ابن الجوزي٤ القصة المتقدم ذكرها فقال٥: أنكر
١ في الأصل: الذي ووضع الناسخ عليها: كذا وصححت في الهامش. ٢ اعتمد الحافظ هنا على نقل الواحدي عن مقاتل كما مر فقال: هذا ولو رجع إلى تفسيره لوجد ما أورده مقاتل مطولا غير مختصر. انظر التفسير "١/ ٤٧-٤٩". ٣ "٢/ ٤٦" الرقم "١٣٣٣" وكذلك ابن أبي حاتم "١/ ١/ ٢٣٥" "٧٧٦". ٤ هو الشيخ الإمام العلامة الحافظ المفسر شيخ الإسلام مفخر العراق جمال الدين أبو الفرج عند الرحمن بن علي ولد سنة ٥١٠ على الأرجح وتفي سنة ٥٩٧ له مصنفات كثيرة انظر ترجمته في "السير" للذهبي "٢١/ ٣٦٥-٣٨٤". ٥ في تفسيره "زاد المفسر في علم التفسير" "١/ ١٠٣-١٠٤".
1 / 264