ذلك أن رحلة الهلاليين منذ عشية وصول أبي زيد الهلالي إلى نجد والخروج كانت رحلة مضنية جدا، فلقد اجتمعت القبائل مع مطلع نهار الرحيل يتقدمها شيوخ القبائل والفرسان، من أمثال السلطان حسن بن سرحان وأبي زيد الهلالي ودياب بن غانم والقاضي بدير والأمير زيدان شيخ الشباب والأميرة القائدة الأم الجازية.
فخاضوا سلسلة من الحروب والمنازعات في بلاد الأعاجم والعراق الأعلى وبلاد التركمان ضد الحكام والأمراء الموالين لبقايا الإمبراطورية الفارسية وسطوتها، سواء في العراق الأعلى أو بلاد التركمان أو على طول كيانات وقبائل شط العرب والجنوب العربي عامة.
وكانوا يتمثلون في تلك الحروب الطاحنة ببطولات جدهم السالف الأمير حمزة - البهلوان - وسيرته وحروبه المناوئة للأكاسرة منذ أقدم العصور، وهو الذي نبت من بين صفوف القبائل العربية في مكة المكرمة، وجمع نواة جيشه من فرسان القبائل وتحدى بهم في البداية اليهود الخيبريين إلى أن قويت شوكته ضد التسلط الفارسي على كيانات وقبائل عرب الجزيرة شمالا وجنوبا، إلى أن حاصر الفرس وأسقطها.
أما حروب الهلاليين في وادي الرافدين فكانت طاحنة.
وهي حروب أبلى فيها رأس التحالف اليمني القحطاني - أو اليقطاني - دياب بن غانم البلاء الحسن، حيث بانت بطولاته خاصة بعد أن نازل الملك «الدبيسي» وقتله رغم تحذيرات ابنته التي تسمى بها، «وطفا» التي أنشدت:
قد رأيت بحرا من دم
وأنت بوسطه غرقان.
ومن العراق اصطحب الهلاليون حليفهم الملك المسمى ب «الخفاجا عامر»، الذي اصطحبهم بقواته مخاطبا سلطانهم حسن بن سرحان:
نحن يا أمير لنا بالغرب سادة
بأرض الزناتي يا ملك بالجزاير.
ناپیژندل شوی مخ