95

عليهم الذهب وهم قاعدين دفوف

هذا ملكهم ابن سرحان يا ملك

أمير ابن أمير سيد المعروف .

وهكذا حاولت المخاوف الفعلية خليفة الزناتي هذه المرة، فأمر من فوره بجمع مجلس حربه استعدادا للخروج والقتال.

حروب الهلاليين على أول بلاد العرب وحصار تونس

ما إن أيقن حاكم تونس وفارسها الذي طبقت شهرته الآفاق خليفة الزناتي بخبر نزول جحافل العرب الهلاليين بين جبلين بوادي الرشراش المزهر على أبواب قرطاج؛ حتى أمر من فوره بجمع مجلس حربه، وعلى رأسه ابن أخته الأمير الملقب «الهصيص» الذي هون قليلا من مخاوف الزناتي وتوجسه من وصول الهلاليين إلى تونس على شكل ذلك السيل الجارف المفاجئ، فتحت يدى الهصيص «أربعة وعشرون أميرا، وكل أمير يحكم مائة ألف عنان».

وعلى الفور أمره الزناتي بإحضار قلم وقرطاس، وأشار إليه أن يكتب إلى ملوك وأمراء بلاده على طول الديار التونسية والمغرب العربي والأندلس، طالما جمع الشمل والمشورة. فمضى يكتب لهم طالبا تجميع فلولهم وقوادهم ونجداتهم دون إبطاء بعدما أرسل لهم برسله.

أرسل العلام إلى الأندلس، وأرسل زيتون لقاعة، وعضرون لناسة، وضرغام لمغيرة، ومقداد للمنذرة وأرض زيلالي، وشمعون لأكرة، وعماد لأعمداس، وجفال لكسرة، وحماد لأرض مكناس، وشداد لقابس، وسليمان لقيروان وقابس الغربية.

وما إن وصلت رسائل خليفة الزناتي التي حملها ممثلوه الشخصيون حتى تدافعت الوفود والقواد على العاصمة التونسية قرطاج، مشهرة من فورها أسلحتها وحرابها الهمجية ذات الأربعة والعشرين نصلا، مطالبة بالخروج ومداهمة عرب المشرق المغيرين الطامعين قبل أن يتاح لهم الاستقرار بوادي الرشراش لتنظيم صفوفهم، ونفض عناء تلك الرحلة الطويلة المضنية بحروبها ووقائعها منذ خروجهم من مركز تجمعهم في «نجد المرية» إلى أن وصلوا إلى تخوم تونس وقلاعها.

وهو حقا طلب واقعي جدا الذي تقوم به حلفاء الزناتي وقواد عشائره ومعهم العلام بن هضيبة.

ناپیژندل شوی مخ