94

وذات يوم حث الزناتي ابن أخته العلام على الخروج للصيد مع بقية أمراء تونس وفرسانها باتجاه الحدود، البوابات الشرقية.

حتى إذا ما عاد العلام محملا بمحصلة صيده وقنصه واضعا إياه أمام الزناتي بما فيها من طيور غريبة وما علق بها حتى من الحشرات ما بين ذباب ونمل ونحل وطير الأبابيل والجراد وطير «عيسى» وهو الخفاش والغراب والهدهد؛ حتى إذا ما عاد وأحصى الزناتي متعرفا تلك الطيور والحشرات التي عاد بها العلام من صيده وقنصه بادره: يا علام، ما هذا الذي أرى؟

قاربه العلام متطلعا: ماذا؟

فغمغم الزناتي مندهشا: لم يجلب لنا هذا الصيد سوى العجائب!

ومن جديد تصنع العم مبهوتا عدم الفهم. - لماذا؟ ما الجديد يا خال؟

أجاب الزناتي: الجديد هو ما جلبته هذه المرة بصيدك.

هنا بادره العلام من فوره: وأنا أقول إن ما جلب ذلك لنا ليس سوى ذلك العبد الذي يمرح رفاقه في بلادنا دون حبس، وها هو يحضر قومه الهلاليين بجحافلهم لاستباحة بلادنا. وأنشد:

يقول الفتى العلام ولد غضيبة

لقد بان عندي يا أمير حروف

فهذه عربان الهلالي أبو علي

ناپیژندل شوی مخ