يا عزيزة نجد العريضة مرية
ربيت بها أهلي وكل جدود
بلدي ولو جارت علي مرية
وأهلي ولو شحت عليه تجود.
ولكم تمنت عزيزة يوما مصاحبة يونس إلى موطن صباه لا تفترق عنه غمضة عين، لقد التقت مشاعرهما معا ليكمل كل منهما الآخر، رؤية وتصورا وأحلاما مرجوة قوامها الاتحاد وطغيان العدل والمحبة، بدلا من البغضاء والذي دعاه يونس ب «التناحر القبلي». - للجسد الواحد!
لقد بدا الاثنان يحلمان معا عزيزة ويونس بذلك الوطن العربي الواحد، الذي لا مكان فيه للانقسامات والبغضاء طالما أن هناك متسعا للجميع. - مشرقا ومغربا.
وهو ما لم تتوقف المغنية حسنة الصوت مي عن تأكيده وإنشاده والعزف على مرهف أوتاره، حين كانت تمتد جلساتهم معا سواء داخل سجنهم أو حول ولائم قصر الضيافة أو قصر عزيزة ذاته، حيث كان يحلو لعزيزة الطواف بيونس عبر كل ما يجد من مقتنيات ما بين منحوتات وأحجار نادرة ومصنوعات شرقية ومنمنمات ومخطوطات نادرة.
والتجربة ذاتها أحس بها كل من سعدى ومرعي، وإن كانت حول هيامهما بالخيول العربية الأصيلة وما يجد منها.
وهو ما لم يغب لحظة واحدة عن أعين العلام الراصدة لكل ما يحدث مهما حاولت عزيزة وسعدى التكتم عليه، لكن دون جدوى ترجى من شرور العلام التي لم تكن لتنقطع عنهما أسبوعا واحدا بلا وقيعة جديدة تؤرق الزناتي وتونس بأسرها، لدرجة أنها كانت بين الحين والحين تدفع بالشكوك والهواجس إلى قلب الزناتي ذاته.
حتى إنه أصبح في الأيام الأخيرة دائم الخروج عبر بوابات تونس الشرقية؛ ليتعرف بنفسه متشمما عما يجري تدبيره من عرب المشرق.
ناپیژندل شوی مخ