کسل مصفا
العسل المصفى من تهذيب زين الفتى في شرح سورة هل أتى - الجزء1
ژانرونه
فقال: «يا صعصعة إذا تبين في الناس أربعون خصلة فالموت خير لك من الحياة».
قال صعصعة: فبين لنا تلك الخصال؟ نفهمها.
فقال له علي: «يا صعصعة اعقد بيدك فاحفظ بقلبك:
إذا أمات الناس الصلاة، وأضاعوا الأمانة، واستخفوا بالدماء، واستحلوا الكذب، وأكلوا الربا، وأخذوا الرشا، وشيدوا البناء، واتبعوا الهوى، وباعوا الدين بالدنيا، واستعملوا السفهاء، وصار العلم ضعفا؟
والظلم فخرا، والأمراء فجرة ووزراؤهم ظلمة وعرفاؤهم خونة، وقراؤهم فسقة، يظهر الجور، وقول البهتان، وشهادة الزور، وموت الفجأة، وحليت المصاحف، وزخرفت المساجد، وطولت المنارات، وازدحمت الصفوف، وخربت القلوب، وقطعت العهود، وشاركت المرأة زوجها في التجارة، حرصا على الدنيا وعلت الأصوات في المساجد، وصار زعيم القوم أرذلهم، ويتقى الرجل مخافة شره، وركب ذوات الفروج المياثر، وتشبه الرجال بالنساء (1)، واكتفى الرجال بالرجال والنساء بالنساء، وكثرت الشهادات بغير معرفة، ويشهد الرجل من غير أن يستشهد، يتفقه لغير الدين، واستحبوا (2) عمل الدنيا على الآخرة/ 290/ ولبسوا جلود الضأن على قلوب الذئاب، [و] قلوبهم أمر من الصبر (3) وأنتن من الجيفة فالهرب الهرب، والنجا النجا، ثم الوحا الوحا (4)، نعم المسكن يومئذ بيت المقدس» (5).
مخ ۲۷۵