============================================================
ما يخاف منه على السالك: فاعمل على ذلك ترشد، واعلم أن من أخوف ما يخاف منه على السالك ماتبه عليه الإمام الغزالي وغيره من العارفين تفع الله بهم، وهذا ما قاله الغزالي تفع الله به: إن لله سبحانه وتعالى سبعين حجابا من نور لا يصل السالك إلى حجاب منها في الطريق إلا ظن أنه وصل، وأول حجاب بئن الله وبين العبد القلب، فإنه أمر رباني وهو نور من ثور الله، وهو الذي تتجلى فيه حقيقة الحق كله حتى إنه يتسع لجملة العالم ويحيط به وتتجل فيه صورة الكل، وعند ذلك يشرق نوره إشراقا عظيما إذ يظهر فيه الوجود كله على ما هو عليه، فإذا تجل نوره وانكشف جمال القلب ربما التفت صاحب القلب إلى القلب فيرى من جماله الفائق ما يذهشه، فربما سبق لسائه في هذه الدهشة فيقول: أنا الحق.
فإن لم يتضح له ما وراء ذلك اغتر به ووقف عليه وهلك وكأنه اغتر بكوكب صغير من أنوار الحضرة الإهية ولم يصل إلى القمر فضلا عن الشمس فهو مغرور، وهذا هو محل الالتباس إذ المتجلي يلتبس بالمتجلى فيه كما يلتبس نور ما يترائى في المرآة فيظن أنه نور المرآة وكما يلتبس في الزجاج بالزجاج، وبهذه العين نظرت النصارى إلى المسيح عليه السلام، فرأوا إشراق نور الله قد تلالأ فيه فغلطوا فيه كمن يرى كوكبا في مرآة أو في ماء، يظن أن الكواكب في المرآة أو في الماء فيمد إليه يده ليأخذه وهو مغرور. انتهى.
وقد ذكروا أن بعض المشايخ عبد روحه ثلاثين سنة لما رأى من ش اشراقها فظنها الحق، ثم جذبته يد العناية فرجع إلى الله الذي أنقذه من هذه الورطة الخطرة عصمنا الله من كل ما يبعد عنه بمحض فضله. آمين.
مخ ۱۰۱