============================================================
كمال مقام السالك: وكذلك لا يكمل مقام السالك الذي فيه إلا بنازل حال من المقام الذي فوقه، لأن الأحوال المستقبلة أسباب لاستقرار المقامات السابقة، فلا يستقر مقام استقراره الكامل إلا بنازل حال مما فوقه، وذلك أن السالك يعطى في مقامه حالا من المقام الأعلى الذي سوف يرتقي إليه، فبوجدان ذلك الحال يستقيم أمر مقامه الذي هو فيه، ويجوز آن يتحقق مقام وجود داعية الطبع إلى خلافه، مثلا: مقام الرضا يشبت ويحكم ببقائه مع داعية الطبع وذلك مثل كراهة يجدها الراضي بحكم الطبع ولكن علمه بمقام الرضا يغمر حكم الطبع وظهور حكم الطبع في وجود الكراهة المغلوبة بالعلم لا يخرجه عن مقام الرضا، لأن الحكم للغالب والمغلوب كالعدم لكن ظهور حكم الطبع في وجود الكراهية يفقد حال الرضا، وذلك لأن الحال لا يكون مع النفس ولا يجامعها أصلا كالدهن لا يمتزج بالماء، بل يكون فوق الماء، فكذا الحال لا يكون ساترا للنفس، فإذا ظهرت النفس زال، وإن لم تظهر فلا سبب يوجب زوال الحال، ولذلك شمي حالا لتحوله وزواله، كما يسمى المقام مقاما لثبوته واستقراره.
طريق العثور على المرشد الكامل: نعم، من الأحوال ما لا يكون مقاما أصلا، فإن قلت: المرشد الكامل المكمل الذي دللتني عليه أولا . فأين أجده حتى أسلك على يديه؟
فالجواب: من جد وجد ومن لج ولج ولو تطلبته تطلبك الماء البارد عند العطش وتطلب الأم الشفيقة إذا فقدت ولدها لوجدته، وعلى تقدير عدم وجدانه لعدم رؤيتك إياه لا لعدمه كما قال أستاذنا العلامة الوجيه
مخ ۹۹