============================================================
مقام الفناء: واعلم أن مقام الفناء في الصفات هو مقام نتيجة قرب النوافل، ومقام الفناء في الذات هو مقام نتيجة قرب الفرائض كما هو مصرح به في كلامهم.
تنبيه مفيد: اعلم أن ما يشكل على الأفهام قول سيدي زيد بن أسلم(1) نفع الله به: أن الله عز وجل ليحب العبد حتى يبلغ من محبته أن يقول له اصنع ما شئت فقد غفرت لك. وقول سيدي الشريف الأستاذ ابي الحسن الشاذلي(2) تفع الله به: يبلغ الولي مبلغا يقال له: أصحبناك السلامة ورفعنا عنك الملامة، وهذا الكلام قد اشتبه على كثير من العوام، فظنوا أن الشخص إذا وصل إلى مقام المحبة والخلة لم يضره ذتب وليس الأمر كذلك، بل المراد أن الشخص إذا تخلق بأخلاق الله وصل إلى مقام يقال له (مقام تضريف القدرة) وأيضا يسمى مقام (كن فيكون) كما قال الشريف الأستاذ علوي(3 بن الفقيه المقدم نفع الله بهما لتحققه بهذا المقام: أقول للشيء كن فيكون بإذن الله تعالى.. وكما قال العيدروس عن ربه أنه قال له: افعل ما شئت فقد غفرت لك، وحينثذ فيقال له: اصنع ما شئت (1) الإمام أبو عبد الله زيد بن أسلم العدوي العمري المدني، فقيه ومفسرء وكان ثقة كثير الحديث، وكاتت له حلقة للعلم في مسجد رسول الله توفي سنة 136ه الذهبي: سير أعلام النبلاء 5: 316، الزركلي: الأعلام 3: 56.
(2) الشيخ أبو الحسن علي بن عبد الله بن عيد الجبار الشاذلي، ينتهي نسبه إلى الحسن ابن أمير المؤمنين علي بن آبي طالب ابن فاطمة الزهراء بنت رسول الله ولد ببلاد المغرب وشاذلة قرية من إفريقية، حج مرات ومات بصحراء عيذاب قاصذا الحج فدفن هناك في ذي القعدة سنة 656ه الشعراني: الطبقات الكبرى 4:2.
(3) السيد الشيخ علوي بن الفقيه المقدم، ولد بتريم ونشأ بنظر آبيه وتربى به وأخذ عنه العلوم والمعارف.
توفي سنة (609ها وقبره معروف بزنبل شرقي قبر أبيه. الحبشي: عقد اليواقبت 1242.
مخ ۱۰۵