فأجاب بالإيجاب مائة واثنان وأربعون من المائتين الذين أرسلوا ردودهم، وأجاب اثنان وخمسون مترددين، وأجاب ستة بالنفي قائلين إن الاعتقادين لا يتفقان.
وإذا قوبلت وجهة النظر العلمية بوجهة النظر الدينية في القرن العشرين لم تختلف الوجهتان في هذا المعنى.
ولا نريد بذلك أن المتدينين يقررون صحة مذهب التطور على علاته، ولكننا نريد أنهم يقررون أن تصديقه لا يناقض التصديق بوجود الله، فلا يلزم عندهم أن يكفر بالدين كل من قال بتسلسل الأنواع الحية من أصل واحد أو بضعة أصول، ومنهم من يعتبر العوامل الطبيعية التي فعلت فعلها في هذا التسلسل آية من آيات التدبير والتنظيم.
وقد جاء في الموسوعة الكاثوليكية في مادة الخلق (Creation)
أن حقائق العلم وحقائق الوحي في هذا الموضوع لا تتناقضان.
وقال اللاهوتيون أصحاب كتاب العلم وما فوق الطبيعة
Science and the Super Natural : إن العلل الثانوية التي تبدو في أعمال الطبيعة لا تبطل العلة الأولى التي تنتهي إليها جميع العلل وتقف عندها جميع المقاصد والغايات.
وقال اللاهوتي اليسوعي الأب نابرباور (Kna berbauer)
فيما روته عنه الموسوعة الكاثوليكية: «إن أصول الاعتقاد التي اشتمل عليها سفر التكوين تبقى ثابتة غير ممسوسة؛ ولو فسرنا الأحوال التي نشأت فيها الأنواع المختلفة وفاقا لقواعد التطور.»
ونخلص مما تقدم، إلى بيان الفرق بين القرن التاسع عشر والقرن العشرين في موقف العلم من الدين حول مذهب التطور، أو مذهب داروين والآراء الداروينية على اختلافها.
ناپیژندل شوی مخ