وأجمعت في التنزيل إذ كنت جاهلا ... بقول وليد حين في الوحي قدرا
فلما سمعهم قوله لم تخالفوا ... وكنتم على التقدير في الجبر أجترى
وقالوا أساطير فعد كلامكم ... فوافقتم المعنى الذي فيه فكرا
ولي كلام عندكم وحي ربكم ... فإن لم يكن قول فقد صار مفترا
ونحن نقول الوحي قول منزل ... به جاءنا الهادي بشيرا ومنذرا
فإن تصدقوا نكذب ونخزى بقولنا ... وإن تكذبوا نصدق وخاب من افترا
وفي أحرف التزيل قلتم مقالة ... توافق عندي كل من كان مجبرا
فإن زدت حرفا واحدا كنت صادقا ... وإن انت لم تفعل فقد قلت منكرا
تضيفونها فعلا لكم وهي قبلكم ... وإلا فرد إن كنت فيه مخيرا
تحديتكم لما علمت انقطاعكم ... ومن كان مغلوبا لدينا تحيرا
وأجمعت في أن الشريعة أنزلت ... لنوح وإبراهيم قولا مسيرا
وموسى وعيسى والنبي محمد ... إلى آخر الدنيا لمن كان مبصرا
فصيرتها غير الأصول معاينا ... فيا عجبا من ذا التعامي لمن يرى
كذا علم الأسماء آدم كلها ... ليدعو بها ربا كريما ليعفرا
وليست لنا فعلا كما فعلنا الدعا ... فكن في كلامي ناظرا متفكرا
ما عندنا التعبير إلا تلاوة ... كما ليس وحي الله فعلا لمن قرا
ولو أن إنسانا روى قول غيره ... وسماه من ألفاظه كان معورا
كذا في حروف الوحي قولي موافق ... لما قلت في الأسماء لا غيره .....
لنا اللفظ فعل وهو في الحكم غيرها ... ومولاي هنا الكل منها ودبرا
وهذه الأبيات بعض مما ذكره في هذا الشعر، وفيه كفاية في مذاهب هؤلاء القوم، وتفاصيل أقوالهم، وإيضاح الحق عليهم، والادحاض لحجتهم، فكيف ينازع في نفي إضافة هذا المذهب إليهم منازع.
مخ ۵۱