وروى الأصبع بن نباتة قال: خرج أمير المؤمنين عليه السلام ذات ليلة يمشي وأنا خلفه وقنبر بين يديه فغذ سمع قنبر صوت رجل يقول: {أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه}[الزمر:9] ويبكي ويقرؤها بصوت حزين، فوقف قنبر فقال: أراك والله منهم، فضرب أمير المؤمنين عليه السلام بين كفيه ثم قال: امض نوم على يقين خير من صلاة في شك، إنا آل محمد نجاة كل مؤمن، ولما كان يوم النهروان وجدنا الرجل القارئى في القتلى مع الخوارج، فقال قنبر: صدق أمير المؤمنين يا عدو الله، كان والله أعلم بك مني، فالعبادات الواقعة من المطرفية لا يعتد بها مع هذه الاعتقادات الردية، والمذاهب البدعية، وقد قال عليه السلام: ((كلاب أهل النار أهل البدع)) فأما ما يصحح ما ذكرناه في مذاهب المطرفية فتدل عليه وجوه منها: أن المطرفية تنسب ذلك المذهب إلى أنفسهم، ويناظرون عليه من يخالفهم، ولا يخفى ذلك إلا على الجهال، أو بان يكتمه في بعض الأحوال.
ومنها أن المطرفية قد وضعت في ذلك تصانيفها وكتبها، وجعلته مزبورا في زبورها وردودها ومناظرتها، ومجادلتها، نحو كتاب الإرشاد للمطرفية ، وكتاب مسألة العدل المكذوبة على المرتضى عليه السلام، ومثل الكتاب الذي صنفه محمد بن علي الأهنومي إلى بعض الشرفاء يستدعيه إلى مذهب المطرفية، ويوهم أنه مذاهب الشجرة النبوية، وكذلك التصانيف التي صنفها البحيري ورد فيها على القاضي شمس الدين، وكذلك النقص الذي صنفه المطرفية، واجتمعت عليه وردوا به على القاضي سليمان بن شاور رحمه الله، وكذلك سائر كتبهم ومصنفاتهم.
مخ ۴۳