المعرفة الثانية والستون
قال أهل الإسلام كافة: الأجسام متماثلة غير مختلفة ولا متضادة، لاشتراكها الجسمية، فإن هذا الاشتراك ذاتي لاكاشتراكها في اللونية والطعمية، فإن ذلك يزول والجسم باق.
وقالت المطرفية: الأجسام مختلفة بل متضادة كالأسود ضد الأبيض وهذا محال؛ لأن التضاد إنما هو بين السواد والبياض، ولهذا يبيض الشعر، ولا يصير ضدا لنفسه، فإن كون الشيء ضدا لنفسه محال.
المعرفة الثالثة والستون
قال أهل الإسلام كافة: إن القرآن ليس له باطن سوى ما يعرفه أهل اللغة العربية.
وقالت المطرفية: له تأويل غير ذلك، وهو التأويل على مذاهب المطرفية، وهذا ميل إلى مذهب الباطنية، ولأنه لو كان لكل ظاهر باطن لكان لتأويلهم الذي يظهرونه باطن آخر، ولكان يكون هو الظاهر الأول، وأن يكون الباطن خلاف الضروريات الظاهرة، وكل من قال بقول يؤدي إلى هذا السخف من المذاهب فهو ناقص العقل، وبعيد من الدين.
المعرفة الرابعة والستون
قال أهل الإسلام كافة وسائر العقلاء: إن الإنسان لو فعل حركة فإنه لا يجب أن يكون تسمى حركة، ولو فعل سكونا فأنه لا يجب أن يسمى سكونا.
وقالت المطرفية: كل فعل يفعله القادر فهو اسم له وصفة، فإذا فعل حركة فاسمه حركة وهي له صفة، وإذا قال المتكلم: الله قديم فهو اسم لهذا المتكلم وصفة له، وإذا قال الكلب................................. له وصفة، وهذه مقالة تكفي في بطلانها حكايتها، وكان يجب إذا خلق الأرض والماء أن يكون سمى أرضا، ويكون صفة له، وكذلك إذا خلق الكلاب وكان يجب أن يسمي عندهم النبي كلبا إذا قال الكلب يحسن ولا أعلم جهالة اعظم من جهالتهم، وقلة أنظارهم في جميع أهل البدع الكفرية.
مخ ۳۴