المعرفة الثامنة والخمسون
قال أهل الإسلام كافة: الألوان ترى بالأعيان، والأصوات تسمع بالأذان، والروائح تشم بالآناف، والطعوم تذاق بالحنك،واللهاة واللسان، وكذلك الحرارة والبرودة، والالام بمحل الجناه.
وقالت المطرفية: لا ترى إلا الأجسام، ولا تسمع إلا الأجسام، ولا يشم إلا الجسام، وكذلك قالوا في جميع المذركات، وهذا يخالف الضرورات، ولفظهم سمع المصوت دون الصوت، ويرى الملون دون اللون، مع ما قد عم بالضرورة أنا نفرق في الأجسام بالمشاهدة بين الطويل والقصير، ونفرق في الألوان بين الأسود والأبيض، ولا يختلف السميع والأصم بالجسم ويختلفان في الصوت، والعلم به.
المعرفة التاسعة والخمسون
قال أهل الإسلام كافة: وجميع العقلاء بأن الذوق غير الشم واللمس، وأن الشم غير الذوق واللمس، وأن اللمس غير الشم والذوق، وأن هذه الأمور مخالفة للرؤية والسمع.
وقالت المطرفية: إن الذوق واللمس شيء واحد، والمدرك بها والجسم، وكذلك بالبصر والأذن، وهذا القول يخالف الضروريات، فإن أخلافها معلوم ضرورة.
مخ ۳۳