المعرفة الأربعون
قال أهل الإسلام كافة: إن خوار الثور، وثغا الغنم، ورغا البقر، ونهيق الحمير، ونباح الكلب، وجميع أفعال البهائم فعلها واختارها وحصلها بقدرتها.
وقالت المطرفية: جميع.................ونباحها ورغائها وغير ذلك من حركاتها وسكناتها وتصرفاتها فعل الله تعالى، وأنها مجبورة غير مختارة فيه وهذا محال؛ لأنا قد نعلم بالضرورة أن أفعالها صادرة بحسب دواعيها بأن تخيير اتباعها لشهواتها وابتعادها عن........................، وقد قال العلي: {إن أنكر الأصوات لصوت الحمير}[لقمان:19] فأضاف الصوت لها، وأنها تتعلم وتقبل التعليم والتأديب والتهذيب، وتتصرف وتتقلب بحسب الرهبة والرغبة، وقد قال تعالى: {وما علمتم من الجوارح مكلبين تعلمونهن مما علمكم الله فكلوا مما أمسكن عليكم واذكروا} الآية [المائدة:4] فبين أنهن متعلمات، وأنهم كاسبات، أي فاعلات ما فيه منفعة، وأنهن ممسكات، أي فاعلات للإمساك، وقال تعالى: {وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها}[هود:6] فبين أنها تدب وتتحرك وتنتقل {ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم}[الأنعام:38] فأضاف الطيران إليه، ولأنها تختلف أفعالها بحسب آلاتها، وقد قال تعالى: {والله خلق كل دابة من ماء فمنهم من يمشي على بطنه ومنهم من يمشي على رجلين ومنهم من يمشي على أربع}[النور:46] فأضاف المشي إليها، ولأنها......................................، أن تكون فاعلة تلك الآلات، وإلا كان خلقها عبثا، قال تعالى: {ألهم أرجل يمشون بها أم لهم أيد يبطشون بها أم لهم أعين يبصرون بها أم لهم آذان يسمعون بها}[الأعراف:195] فبين أن فائدة هذه الآلات ما يجري عليها من الأعمال والإحساس.
مخ ۲۵