المعرفة الخامسة والثلاثون
قال أهل الإسلام كافة: إن ما سمع من الكهف والمواضع المجوفة إذا قال القائل: ألا إن معه الله إلها آخر، وقال: ألا إن الزوجة والولد فإنه فعل الإنسان وافتراؤه على الرحمن.
وقالت المطرفية: فإن ذلك من فعل الله سبحانه خلق ما يسمع من أن مع الله تعالى الصاحبة والولد، وهذا قول ما قاله أحد؛ لأن ذلك يؤدي إلى أن يكون حقا وقولا صدقا، وأن مع الله إلها آخر، وأن له الصاحبة والولد، بل كان يجب أن يكون ثابتا منتفيا معا، بأن يقول ذلك إثنان فيخلق ما يسمع من الكهوف الرخمان، والله المستعان.
المعرفة السادسة والثلاثون
قال أهل الإسلام كافة: إن الله تعالى ما أراد ما حدث بأمير المؤمنين عليه السلام من انفلاق الرأس عند ضرب ابن ملجم له.......مثلما حدث بزكريا ويحيى من القتل.
وقالت المطرفية: أراد الله تعالى ذلك، وهو فعل الله تعالى وإرادته ومحنته عز وجل ومشيئته، بواسطة الفطرة والتركيب وهذا محال؛ لأن قتل الأنبياء والأوصياء عليهم السلام قبيح، والله تعالى لا يريد القبيح، ولأنه كفر وفسوق لا يجوز إلا من المخلوق، وقد قال تعالى: {ولا يرضى لعباده الكفر}[الزمر:7] وقال {والله لا يحب الفساد}[البقرة:205] وذلك من أعظم الفساد، وأبعد الأشياء عن السداد والرشاد.
مخ ۲۲