المعرفة الثالثة والثلاثون
قال أهل الإسلام كافة: إن أفعال العبد قد تتعدى محل قدرته، ويوجد في غيره..............، نحو انفلاق الرأس بالسيف، وانفراق البدن بالطعن، وانخراق الجلد بالرمي.
وقالت المطرفية: ذلك من فعل الله تعالى بالفطرة والتركيب، وفعل العبد لا يعدوه ولا يوجد في غيره، وهذا محال؛ لأنه يستحق على ذلك ما ذكرناه من المدح في حال، والذم على حال، ويتعلق الأمر والنهي، ويقع بحسب القصود والدواعي، وينتفي بحسب الكراهة والصوارف، ولأنه كان يجب أن يكون ما أصاب زكريا ويحيى وغيرهما من الأنبياء من الانقتال وما في أجسادهما من إيلام المنشار والحديد من فعل العلي الحميد، وكان يجب أن يكون تعالى ظالما، وأن يكون فاعلا للقبيح، وقد قال تعالى: {وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير}[آل عمران:146] فأضاف ما أصابهم إلى الظالمين، وقال تعالى: {وقتل داوود جالوت}[البقرة:251] وعندهم القاتل له هو الله تعالى، وقال في مخاطبة ابني آدم: {لئن بسطت إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك} إلى قوله: {فطوعت له نفسه قتل أخيه فقتله فأصبح من الخاسرين}(1)[المائدة:28-30] فأضاف ما أصابه وغير ذلك كثير.
المعرفة الرابعة والثلاثون
قال أهل الإسلام كافة: بأن الانطلاق والاجتماع والانفلاق يكون من الذي أحدث الفعل والجميل والقبيح.
وقالت المطرفية: منا الجمع ومن الله الاجتماع، ومن العبد......... ومن الله الانفلاق، وكذلك قالوا الانفعال، وهذا محال؛ لأن.............يحصل بحسب الفعل، فثبت...................عند أن لم يكن أوجده الفاعل، ويقف على اختيار الفاعل بواسطة ما يسمونه فعلا مثل ما تقدم.
مخ ۲۱