................................................
واحترز بقوله: " ليدل على المعانى " من أمرين:
أحدهما: المحكى نحو: (منا)، (منو)، (منى)، (من زيد؟)، (من زيدا؟)، (من زيد؟) فاختلافه لاختلاف المحكى، وكذلك حركة الإتباع ونحوها.
وثانيهما: من الفعل المعرب؛ لأن كلامه - هنا - إنما هو فى المعرب من الأسماء وفى إعراب الأسماء، وذلك لأن الفعل المعرب لا يكون الإعراب فيه دالا على المعانى المعتورة عليه، وفى هذه المسألة ثلاثة مذاهب:
الأول: عن قطرب (¬1) أن الإعراب لم يدخل للفرق بين المعانى، لا فى الأسماء ولا فى الأفعال، وإنما دخلت الحركات للفرق بين الوصل والوقف؛ بدليل أنها تثبت بثبوت الوصل، وتنتفى بانتفائه بخلاف الإعراب.
الثانى: قول الكوفيين (¬2) إنه دخل للفرق بين المعانى فى الأسماء والأفعال أما الأسماء فمثل: (ما أحسن زيدا) فى التعجب، و(ما أحسن زيد) فى النفى، و(ما أحسن زيد؟) فى الاستفهام. ومثل: (ضرب زيد عمرا) لا يتميز الفاعل من المفعول إلا بالإعراب،
وأما الأفعال ففى مسائل منها: (لا تأكل السمك وتشرب اللبن) بجزمهما للنهى عن فعل واحد منهما، وبالنصب عن الجمع بينهما فى البطن؛ لأن الواو تقدر بعدها " أن "، وبالرفع
عن الجمع بينهما فى الفم؛ لأنها واو الحال، ومنها: " لا " فى النهى، و" لا " فى النفى، ولام " كى " ولام الأمر، لولا الإعراب لالتبست هذه المعانى.
مخ ۵۴