الثلاثاء «1» طولا بمقدار فرسخين، ومن قطيعة الربيع إلى دجلة عرضا مقدار فرسخ، فلكل تجار وتجارة شوارع معلومة وصفوف في تلك الشوارع وحوانيت وعراص «2» ، وليس يختلط قوم بقوم ولا تجارة بتجارة ولا يباع صنف مع غير صنفه، ولا يختلط أصحاب المهن من سائر الصناعات بغيرهم وكل سوق مفردة وكل أهل منفردون بتجاراتهم.
وكل أهل مهنة معتزلون عن غير طبقتهم، وبين هذه الأرباض التي ذكرنا والقطائع التي وصفنا منازل الناس من العرب والجند والدهاقين «3» والتجار وغير ذلك من أخلاط الناس ينتسب إليهم الدروب والسكك. فهذا ربع من أرباع بغداد وهو الربع الكبير الذي تولاه المسيب بن زهير، والربيع مولى أمير المؤمنين، وعمران ابن الوضاح المهندس، وليس ببغداد ربع أكبر ولا أجل منه.
ومن باب الكوفة إلى باب الشام ربض سليمان بن مجالد «4» لأنه كان يتولى هذا الربع فنسب إليه وفيه قطيعة واضح ثم قطيعة عامر بن إسماعيل المسلي، ثم ربض الحسن بن قحطبة «5» ومنازله ومنازل أهله شارعة في الدرب المعروف بالحسن ثم ربض
مخ ۳۷