وإنما سميت الشرقية «1» لأنها قدرت مدينة للمهدي قبل أن يعزم على أن يكون نزول المهدي في الجانب الشرقي من دجلة فسميت الشرقية وبها المسجد الكبير، وكان يجمع فيه يوم الجمعة، وفيه منبر وهو المسجد الذي يجلس فيه قاضي الشرقية، ثم أخرج المنبر منه، وتنعرج من الشرقية مارا إلى قطيعة جعفر بن المنصور على شط دجلة وبها دار عيسى بن جعفر وتقرب منها دار جعفر بن جعفر المنصور.
ثم تخرج من هذه الطرق الأربعة التي ذكرنا إلى شارع باب الكرخ، فأولها عند باب النخاسين، ثم الأسواق مادة في جانبي الشارع، وتنعرج من باب الكرخ متيامنا إلى قطيعة الربيع مولى أمير المؤمنين التي فيها تجار خراسان من البزازين «2» وأصناف ما يحمل من خراسان من الثياب لا يختلط بها شيء وهناك النهر الذي يأخذ من كرخابا عليه منازل التجار يقال له نهر الدجاج «3» لأنه كان يباع عليه الدجاج في ذلك الوقت، وفي ظهر قطيعة الربيع «4» منازل التجار وأخلاط الناس من كل بلد يعرف كل درب بأهله وكل سكة بمن ينزلها، والكرخ السوق العظمى مادة من قصر وضاح «5» إلى سوق
مخ ۳۶