271

کتاب البلدان

كتاب البلدان

ژانرونه

جغرافیه

المعروفة بأبي العباس الفضل بن سليمان الطوسي وداره قائمة على بنائها- وكان عاقلا فهما- ما الرأي عندك فيما قد عملت عليه من البناء في أحد هذه المواضع؟

فقال: يا أمير المؤمنين! سألتني عن هذه الأمكنة وطيبها، وهي كلها طيبة والاختيار إليك فيها.

فقال له المنصور: دع اختياري وأخبرني عما عندك في مكان منها.

فقال: الذي أراه يا أمير المؤمنين أن تنزل في نفس بغداد. فإنك بين أربعة طساسيج. منها طسوجان في الجانب الغربي، وطسوجان في الجانب الشرقي.

فاللذان في الغربي فهما قطربل وبادرويا. وأما اللذان في الشرقي فهما نهر بوق وكلواذى. فإن خرب منها طسوج أو تأخرت عمارته، كان الآخر عامرا. وأنت يا أمير المؤمنين على الصراة ودجلة. تجيئك الميرة من المغرب في الفرات ومن الشام ومصر وسائر تلك البلدان. وتحمل إليك طرائف الهند والصين والسند والبصرة وواسط في دجلة. وتجيئك ميرة أرمينية وآذربيجان وما يتصل بها في تامرا. وتجيئك الميرة من الروم وآمد وميافارقين وأرزن والثغور الخزرية ومن الجزيرة والموصل وبلد ونصيبين إلى مشارق الشام في دجلة، وأنت بين الأنهار لا يصل [31 أ] إليك عدوك إلا على جسر أو قنطرة. فإذا قطعت الجسر وأخربت القنطرة لم يصل إليك. وأنت بين دجلة والفرات لا يجيؤك أحد من المشرق والمغرب إلا احتاج إلى العبور، وأنت متوسط للبصرة والكوفة وواسط والسواد.

وأنت قريب من البر والبحر والجبل.

فازداد المنصور رغبة في الموضع وأمر بالبناء فيه.

وقال له ذلك الدهقان: نعم يا أمير المؤمنين، وهاهنا شيء آخر. قال: وما هو؟ قال: إن المدن تحصن بالاسوار والخنادق. وقد رزقك الله سوقا وخندقا لم يعمل مثلهما لسائر مدن الشرق والغرب. قال: وما هما؟ قال: دجلة والصراة يكتنفان مدينتك من جانبيها. فقال: صدقت يا دهقان.

مخ ۲۸۳