داود حين فرغ من بنائها. سلني أعطك قال: يا رب أسألك أن تغفر لي ذنبي. قال الله عز وجل: لك ذلك. قال: يا رب وأسألك من جاء إلى هذا البيت لا يريد إلا الصلاة فيه أن تخرجه من ذنوبه كيوم ولدته أمه. قال جل وعز: ولك ذلك. قال:
وأسألك من جاءه فقيرا أن تغنيه، أو سقيما أن تشفيه. قال: ذلك لك. قال:
وأسألك أن تكون عينك عليها إلى يوم القيامة. قال: ولك ذلك.
وقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): «لا تشد الرحال إلى أفضل من ثلاثة مساجد مسجد الحرام ومسجدي ومسجد بيت المقدس، وصلاة في بيت المقدس خير من ألف صلاة في سواه، ومن صبر على لأوائها وشدتها جاءه الله برزقه من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن يساره ومن فوقه ومن تحته فأكل رغدا ثم دخل الجنة، وهي أول أرض بارك الله جل وعز فيها، وبشر الله عز وجل إبراهيم وسارة بإسحاق بها، وبشر الله جل وعز زكرياء بيحيى بها، وتسور الملائكة المحراب على داود بها، ويمنع الدجال عدو الله أن يدخلها، ويهلك يأجوج ومأجوج حول بيت المقدس، وأوصى آدم أن يدفن بها، إسحاق ويعقوب، وحمل يعقوب من أرض مصر إليها، ودفنت مريم بها، وبها موضع الصراط ووادي جهنم والسكينة، وإليها المحشر والمنشر، وتاب الله جل وعز على داود بها، وصدق إبراهيم الرؤيا بها ، وكلم عيسى الناس في المهد بها، وتقاد الجنة والنار إليها يوم القيامة.
وقال كعب: من زار بيت المقدس دخل الجنة وزاره جميع الأنبياء وغبطوه ومن صام يوما ببيت المقدس كان له براءة من النار، وما من ماء عذب إلا يخرج من تحت الصخرة التي بيت المقدس. وقال ابن عباس في قوله وأسقيناكم ماء فراتا قال: أربعة أنهار: سيحان وجيحان والفرات والنيل الذي بمصر، فأما سيحان فدجلة، وأما جيحان فنهر بلخ، وأما الفرات فبالكوفة قال.
وقال كعب: كان لسليمان بن داود النبي (صلى الله عليه وسلم) سبع مائة سرية وثلاث مائة محصنة (1)، وأن الله عز وجل أوحى إليه أن يبني بيت المقدس فكان يعمله بالجن
مخ ۱۴۶