القول في بيت المقدس
قال في قول الله عز وجل: ولقد بوأنا بني إسرائيل مبوأ صدق ورزقناهم من الطيبات قال: بيت المقدس. وقال مقاتل بن سليمان في قول الله تعالى ونجيناه ولوطا إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين قال: هي بيت المقدس. وقوله:
وآويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين قال: إلى بيت المقدس. وقوله: إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده قال: بيت المقدس. وشدد الله عز وجل ملك داود بها، وسخر الله له الجبال والطير يسبحن ببيت المقدس، ووهب الله عز وجل له سليمان بها، وغفر لسليمان ذنبه، وفهمه الحكمة في بيت المقدس، وكانت أنبياء بني إسرائيل تقرب بها، واصطفى الله عز وجل مريم بها على نساء العالمين، وآتى الله عز وجل يحيى الحكمة بها، وسرة الأرض بيت المقدس. وفي الخبر: من صلى في بيت المقدس فكأنما صلى في السماء، وتزف الكعبة بجميع حجاجها يوم القيامة إلى بيت المقدس، ويقول لها: مرحبا بالزائر والمزور، وتزف مساجد الله عز وجل كلها إلى البيت المقدس، وأول ما انحسر عنه الطوفان صخرة بيت المقدس، وينفخ في الصور يوم القيامة بها، ويحشر الله عز وجل الخلائق إليها، وتزف الجنة عند بيت المقدس، وباب السماء مفتوح على بيت المقدس، ويغفر الله عز وجل لمن أتى إلى بيت المقدس، ويخرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه.
قال الله عز وجل لموسى: انطلق إلى بيت المقدس فإن بها نوري، وناري. وتكفل الله عز وجل لمن أتاها أن لا يفوته الرزق.
وقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لنا: ستهاجرون هجرة إلى مهاجر إبراهيم- يعني بيت المقدس- فمن صلى في بيت المقدس ركعتين خرج من ذنوبه مثل يوم ولدته أمه، وكان له بكل شعرة في جسده مائة نور عند الله عز وجل، وحشره الله عز وجل يوم القيامة مع الأنبياء. وقال لسليمان بن
مخ ۱۴۵