وهنالك عادة حافظ عليها في مشيبه بفردريكسروه؛ وهي استقباله ضيوفه استقبالا رسميا لائقا، ويصف وزراء الدولة وأشراف الناحية وزوج القسيس وأميرة فيمار استقباله لهم عند باب المنزل بأنه ممتاز نبيل، وبسمارك إذا ما صافح أحدا خلع قفازه، والضيوف إذا ما صاروا في غرف المنزل ذات السقوف العالية والنوافذ العريضة المنخفضة قاسموا الأسرة حياتها البعيدة من الكلفة، وهنالك - بين القعاب
5
الغريبة الشكل ومنافض السغاير والنقوش البارزة والموائد القريب بعضها من بعض والمغطاة بالسمط
6
ذوات المربعات - يمكنك أن ترتشف ما يطيب لك من ضروب المشروب، وإذا كان كل شيء في البيت هادئا كتب بسمارك إلى زوجه مثل قوله: «تقرأ أديلائيد ما تيسر من الإيطالية، ويكتب هربرت بجانبها، وتقضم تيراس عظمة عظيمة ويئز إبريق الشاي.» ويعمل تيدمان أسابيع بأجمعها عند الأمير بسمارك هنالك، فلا يجد عند نزوله وقت الظهر على العموم غير الأميرة التي «تنهض في تلك الساعة قريبا»، ويظهر بسمارك حوالي الساعة الواحدة ويستمع إلى تقرير تيدمان في أثناء غدائه، وبعد الغداء عادة يغادر بسمارك المنزل هو وابنه أو ابنته راكبا لساعتين أو ثلاث ساعات سائرا بخطو أو عدو، ويكون تيدمان حاملا مفكرة مستعدا، وهكذا يتم أهم الأمور في أثناء تلك النزه ولا سيما في نصف الساعة الأخيرة منها، وتبث العيون في الجوار منذ محاولة قتل المستشار بسمارك الأخيرة، ولا ينقطع هؤلاء من تتبع خطاه، ويضطر بسمارك إلى احتمال ذلك مؤديا بذلك إتاوة السلطة حتى في العزلة، ويكون العشاء في الساعة السادسة، «وتقدم أربعة أطباق مع راح الشنبانية والخمر العادية ورحيق بورتو، ومما يسر بسمارك أن يرى أمام طبق من قلوب الإوز وقوانصه وأكباده، ومن قول بسمارك ذات يوم إن من خصائص السراطين
7
الغريبة أن تبدو صغيرة كلما أدير الطبق.» وإذا تم تناول العشاء ذهب الجميع إلى ردهة الاستقبال الكبرى وتجمعوا حول الموقد حيث يدير بسمارك النار بنفسه، «وهنالك يقضى أمتع ساعات اليوم، وهنالك يفضي بأفكاره السرية، وهنالك يتكلم عن ماضيه بلا انقطاع، ويذهب إلى غرفة عمله في الساعة التاسعة، وفي هذا الحين يبدأ عملي اليومي، ويجب انتهاء كل شيء قبل منتصف الليل، وتقدم الأميرة شايا في الساعة الثانية عشرة والدقيقة الثلاثين، ويجلس مع الأميرة ساعة واحدة بعد ذلك.»
وليس حديثه عن مقتضيات المنصب وحده هو الذي يكدر صفو حياته في الغاب، بل يكدر ذلك الصفو بما هو واقع من زيادة نفقاته ونقص دخله، ويتناول ببرلين ثمانية عشر ألف تالير راتبا، ويقول إنه يحتاج في برلين إلى نفقة خمسين ألف تالير، ويألم من زيادة النفقات التي اقتضتها ألقابه ومهوره، «وكان وضعي حسنا قبل أول مهر أخذته، ثم التهمت فارزين كل شيء، وإذا عدوت راتبي ودخلي من شونهاوزن لم تجد لي مورد رزق، ويبقى كل إيجار هنا من غير أن يكفي، وسيسوي المستقبل جميع ذلك لا ريب، ولا أدري أيكون الدخل جميلا، نعم إن المهر الجديد (فردريكسروه) ذو قيمة كبيرة، ولكن مجموع ما دخل علي منه حتى الآن هو خمسة وثمانون ألف تالير، وقد اشتريت بهذا المبلغ أرضا واقعة ضمن تلك الأرض حيث يستطيع الإنسان أن يستقر ما لم يرد العيش في خص
8
صيد بوسط الغاب».
ناپیژندل شوی مخ