بسمارك :
من بواعث غبطتي أن وضعتم - يا صاحب الجلالة - هذا السؤال أمام مليكي المعظم، فأرجو أن أعرف الآن وجهة نظره.
ولهلم (مترددا) :
ليس لي - في الواقع - أي حق في الدوكيتين، ولا أدعي بشيء فيهما.
يا له من فصل روائي! هنالك عاهلان حائران فيما يصنعان بفتح حملهما عليه وزراؤهما وناله بالسيف قوادهما، ويبدو ارتياب متقابل يعرب عنه بعبارات مهذبة إلى أن صرح أسن العاهلين مضطربا بأنه لا حق له هنالك خاذلا وزيره الذي كان يود العكس، ويظهر كل واحد من العاهلين من الصداقة الزائفة ما يكلم به الآخر بصيغة المفرد المخاطب مع مجموعة من كلمة «صاحب الجلالة» و«صاحب الفخامة»، وتنتهي المناقشة بغداء على أطباق من ذهب وفضة، ويحاول الوزير اليائس أن يزيل غمه بخمر من قبو آل هابسبرغ.
الفصل السابع
لم تؤد الحرب الدانيماركية إلى حسم الخصام، بل زادته شدة، وأمكن الحكومة أن تشير إلى ما حف إصلاح الجيش من فلاح بعد أن ضن النواب بموافقتهم عليه، ولكن الأحرار لم يعسر عليهم أن يثبتوا أن الإصلاح لم يكد يبدأ، وتدور المسألة الأساسية حول معرفة أي الأمرين يجب أن يسود: آلحق أم القوة؟ وتبقى هذه المعضلة حائرة حتى بعد النصر الذي تم، حتى في بلد الطاعة، ويحل شهر يناير سنة 1865، ويفتتح بسمارك دورة مجلس النواب، ويظهر بسمارك أكثر تهذيبا، وأقل تهكما مما كان عليه قبل النصر، مما كان عليه أيام الكفاح، وما كان الأحرار ليتركوا الأمور تسير مع ذلك، فقد رفعوا عقيرتهم
1
قائلين: «لم تصنع الحكومة غير السير مع مجرى الرأي العام.» فأدى هذا إلى صولة بسمارك قائلا: «هل أوجبتم فتح دوبل وألسن برفضكم القرض الأول؟ فآمل - أيها السادة - أن يسفر رفضكم القرض العتيد عن تجهيز بروسية بأسطول جديد.» ويدوم الخصام.
ويقع مثل ذلك الخصام بين الحليفتين، فقد أرادت النمسة أن تجعل من تينك الدوكيتين المحتلتين دولة من دول الجامعة الألمانية؛ وذلك لكيلا تغدوا من أملاك بروسية، ويعين الكونت منسدورف وزيرا للخارجية في فينة، وكان منسدورف أريستوقراطيا أكثر من أن يكون قطبا سياسيا، وكان رقيق الإحساس متشائما، ومع ما كان عليه منسدورف من أدب جم بدا كيادا
ناپیژندل شوی مخ