ومن شدة اليأس والحزن خرج صوتها متلفعا بالبرودة وهي تقول: وماذا يهمك منها؟
فصاح في دهش: كيف لا تهمني فضيحة أمي؟!
فقالت في حزن مشوب بما تيسر من التهكم: أنت في الحق لا تعدني أما لك. - ماذا تعنين؟
فغمغمت في يأس متجاهلة تساؤله: ما دمت قد خلعتني من نفسك فيجدر بك أن تدعني وشأني.
فهتف غاضبا: حسبي ما كان، لن أسمح لك بتلويث سمعتي من جديد.
فقالت وهي تزدرد مرارة ريقها: لا شيء هنالك مما يلوث السمعة، والله شهيد.
فسألها مستنكرا: أتصرين على هذا الزواج؟!
فصمتت مليا، مطرقة محزونة غارقة في اليأس، ثم ندت عنها تنهدة عميقة، ثم قالت بصوت لا يكاد يسمع: قضي الأمر، وكتب العقد، ولم يعد بوسعي منعه!
فانتفض ياسين قائما وقد تصلب جسمه البدين، وعلت وجهه صفرة وركز بصره في رأسها المطرق وهو يغلي غضبا، ثم صاح بها بصوت كالزئير: يا لك من امرأة ... مجرمة!
فغمغمت بصوت مغموس يدل على الاستسلام المطلق: سامحك الله.
ناپیژندل شوی مخ