قوله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل } (2) قال عبد الله بن الحسين : لما أنزل الله هذه الآية وقف المسلون عن أكل بعضهم عند بعض بغير عوض فنسخها الله تعالى وأنزل الرخصة بقوله : { ليس على الأعمى حرج ولا على المريض حرج ولا على أنفسكم أن تأكلوا من بيوتكم أو بيوت آبائكم أو بيوت أمهاتكم أو بيوت إخوانكم أو بيوت أخواتكم أو بيوت أعمامكم أو بيوت عماتكم أو بيوت أخوالكم أو بيوت خالاتكم أو ما ملكتم مفاتحه أو صديقكم } (1) فرخص الله تعالى بهذه الآية للمسلمين ما كانوا يتحرجون منه مع طيبة النفس فأما من لم تطب نفسه بشيء من ذلك فهو مخصوص
بقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ( لا يحل مال امرئ مسلم إلا بطيبة من نفسه) (2) وقيل : ليس في الآية نسخ ، والمراد بقوله تعالى : { لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل } أكلها في الخمر والرباء وأنواع المعاصي
قوله تعالى : { والذين عاقدت أيمانكم فآتوهم نصيبهم } (3) إلى آخر الآية
قيل : كان الجاهلية يعاقد بعضهم بعضا ويقول : دمي : دمك ، وسلمي : سلمك ، وحربي : حربك ، وترثني وأرثك ، وتعقل عني وأعقل عنك ثم نسخ ذلك بالمواخاة بين المهاجرين والأنصار فصاروا يتوارثون بالمواخاة والمحالفة ثم نسخ ذلك بقوله تعالى : { وأولو ا الأرحام بعضهم أولى ببعض } (4)فبين الفرائض بهذه الآية
مخ ۴۶