ومنه قال أبو بكر: واختلفوا في السجود في (اقرأ باسم ربك الذي خلق} فكان علي بن أبي طالب وابن مسعود يقولان: عزائم السجود أربع، فذكر منها: {اقرأ باسم ربك الذي خلق} وروينا عن عقبة بن عامر أنه قال: من لم يسجد فيها فلا أرى عليه أن يقرأها، وكان الشافعي وسفيان الثوري وإسحاق بن راهويه وأبو ثور وأصحاب الرأي يرون السجود فيها. وقالت طائفة: ليس في المفصل سجود، وممن روينا عنه أنه قال ذلك أبي بن كعب وعبد الله بن عباس والحسن البصري وسعيد بن المسيب وسعيد بن جبير وعكرمة ومجاهد وطاووس.
وقال أبو بكر: يسجد فيها، للثابت عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه سجد فيها.
قال أبو سعيد: هذا مثل ما مضى في سورة (النجم) و{إذا السماء انشقت}.
ومنه قال أبو بكر: ثبت أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يصلي على راحلته تطوعا مسافرا يومئ إيماء، فلا بأس من قرأ سجدة من القرآن أن يسجد وهو على راحلته يومئ إيماء. وممن روينا عنه أنه فعل ذلك علي بن أبي طالب وسعيد بن زياد وابن الزبير وابن عمر والنخعي وعطاء بن أبي رباح ومالك بن أنس والشافعي وأبو ثور وأصحاب الرأي.
قال أبو سعيد: معي أنه كذلك يخرج في قول أصحابنا: أنه من قرأ السجدة وهو راكب فليسجد ويومئ إيماء لسجوده، ولا أعلم في ذلك اختلافا في أجازته.
ومنه قال أبو بكر: واختلفوا في سجود الماشي يقرأ السجدة؟ فقال /49/ الأسود بن زيد: يومئ، وفعل ذلك علقمة وأبو عبد الرحمن، وهو مذهب عطاء بن أبي رباح ومجاهد، وقال أبو العالية وأبو ثور وخرثمة بن عمر وابن جريب وأصحاب الرأي يسجد ولا يومئ، وإن لم يمكنه السجود لموضع عذر، ففي بعض القول أنه يومئ على أي حالة، وفي بعض القول أنه إذا أمكنه السجود سجد، والإيماء مع العذر أصح عندي؛ لئلا يبقى عليه معنى عمل قد ثبت فيه سبب العذر في وقته.
مخ ۵۷