وثانيهما : الشهرة القاضية بصدور ذلك الحديث من ذلك الرسول وكأنهم أرادوا بهذه الشهرة التواتر فإنه هو الذي يقطع بصدقه، ويحتمل إنهم أرادوا ما يعم المتواتر والمستفيض المتلقى بالقبول فإن المتلقى بالقبول بين الأمة مقطوع بصدقه فلا معنى لما قاله الشيخ ناصر بن أبي نبهان(_( ) العلامة أبو محمد ناصر بن الشيخ جاعد بن خميس بن مبارك بن يحي من نسل الإمام العدل الخليل بن شاذان بن الإمام الصلت بن مالك الخروصي. أحد علماء الإباضية العمانيين ولد سنة 1192ه ونشأ في بلدة "العليا" من وادي بني خروص التي تقع على سفح الجبل الأخضر من جهة الشمال، تخرج على أبيه الذي كان علامة زمانه فلا غرو أن يكون الشيخ ناصر هو الآخر عالم وقته. وهو عالم مفنن برع في أكثر العلوم مع تخصص في علم الشرع. وبعد وفاة والده عانى من عدم الاستقرار وشظف المعيشة وسوء الأحوال إثر تسلط بعض الجبابرة الذين أتلفوا أموال والده فتردد كثيرا يطوف في بلاد أهله بني خروص وبين نزوى حتى ذكر المؤرخون أنه لشدة حالته كان يأكل الخبز بالماء والليمون سنة في نزوى حين خرج من بلده خشية على نفسه وخوفا من هدم بيته من الطاغية طالب بن أحمد وفي تلك الأيام يقول:
"معيشتنا؛ خبز لغالب قوتنا وماء وليمون وملح وقاشع
فإن حصلت مع صحة الجسم والتقى فيا حبذا هذا لمن هو قانع".
مخ ۲۹۸