259

بهګت الانوار

بهجة الأنوار

ژانرونه

(214)(لأنه إن هدم البعض انهدم جميعه وذا هو القول الأتم) اختلف الناس في الإيمان الشرعي فذهب بعض قومنا الى أن الإيمان الشرعي يزيد وينقص وعليه جمهور الأشاعرة، وذهب بعضهم الى أن الإيمان لا يزيد ولاينقص وعليه أبو حنيفة وإمام الحرمين(_( ) إمام الحرمين أبو المعالي عبد الملك بن عبدالله بن يوسف بن محمد الجويني، من كبار علماء الشافعية ولد سنة 419ه من تصانيفه "البرهان ط" في أصول الفقه و"الإرشاد في أصول الدين ط" و "الشامل" في مذهب الأشاعرة طبع بعضه و" العقيدة النظامية ط" و "الورقات ط" في أصول الفقه و"غياث الأمم والتياث الظلم ط" وتوفي عام 478ه. ("تبيين كذب المفتري" لابن عساكر 278 "طبقات الشافعية" للتاج السبكي 5/165222 "الأعلام" للزركلي 4/160)._) وبعض الأشاعرة، وذهب أصحابنا إلى أن الإيمان يزيد ولا ينقص وبيان ذلك أن الإيمان عندنا هو الوفاء بجميع الواجبات فمن وجب عليه فرض لا يكون مؤمنا حتى يؤديه على وجهه، ثم يزيد الإيمان بزيادة التكاليف ولا يصح نقصه لأن نقصه اخلال ببعض الواجبات، وقد تقدم ان التارك لبعض الواجبات عليه خارج عن الإيمان فالترك لبعضه ترك لجميعه أي لا ينتفع ببعض إيمانه في الآخرة، والمراد بعدم انتفاعه بذلك في الآخرة هو أن بعض الإيمان لا ينجيه من عذاب الله لا أنه لا يخفف عنه العذاب لأجل ذلك فإن العذاب متفاوت في أهل المعاصي كل على قدر جنايته جزاء وفاقا وهذا معنى قول الناظم: (إن هدم البعض ..

مخ ۲۹۲