هذا بيان الرد على الفرقة الثانية من القدرية وهم الجهمية(_( ) نسبة للجهم بن صفوان (قتل 128ه) الذي قال بالجبر والاضطرار إلى الأعمال وأنكر الاستطاعات كلها وزعم أن الجنة والنار تبيدان وتفنيان وزعم أيضا أن الايمان هو المعرفة بالله تعالى فقط وأن الكفر هو الجهل به فقط ..
ومنهم طائفة قالوا: لا نقول إن الله قوي ولا شديد ولا حي ولا ميت ولا يغضب ولا يرضى ولا يسخط ولا يحب ولا يعجب ولا يرحم ولا يفرح ولا يسمع ولا يبصر ولا يقبض ولا يبسط ولا يضع ولا يرفع تعالى الله عن هذا ومنهم صنف زعموا: أن الجنة والنار لم يخلقهما الله بعد وأنهما تفنيان بعد خلقهما فيخرج أهل الطاعة من الجنة بعد دخولها إلى الحزن بعد الفرح وأن الجنة تخرب بعد عمارتها حتى تصير رميما لا أحد فيها، ويخرج أهل النار بعد دخولها فيصيروا إلى الفرح بعد الحزن وأن النار تخرب بعد ذلك حتى تخفق أبوابها وليس فيها أحد، وأنكروا عذاب القبر ومنكر ونكير ...
وجماع أمرهم انكار صفات الله تعالى وقالوا إن الله لا يوصف بشيء مما يوصف به العباد ولكن يوصف فيقال: موجد، فاعل، خالق، محي، مميت .. لأن هذه الصفات لا تطلق على العبيد.
ثم استعمل لفظ الجهمية للنبز والتراشق به بين الفرق التي تبحث في مسائل العقيدة والله المستعان.
مخ ۲۸۳