الاربعون حديثا :75
وفي امالي الصدوق ، عن امير المؤمنين عليه السلام انه قال : «من دخله العجب هلك» (1) وصورة هذا السرور الحاصل من العجب في البرزخ وما بعد الموت ، تكون موحشة ومرعبة للغاية ، ولا نظير لها في الهول .
واوضح ما يشير الى ذلك قول الرسول الاكرم صلى الله عليه وآله وسلم في وصيته لامير المؤمنين عليه السلام : «ولا وحدة اوحش من العجب» (2) .
سأل موسى بن عمران (على نبينا وآله وعليه السلام) الشيطان : «اخبرني بالذنب الذي اذا ارتكبه ابن آدم استحوذت عليه ، قال : اذ اعجبته نفسه ، واستكثر عمله ، وصغر في عينه ذبنه» (3) .
وقال : قال الله تعالى لداود عليه السلام : «يا داود بشر المذنبين وانذر الصديقين» . قال : يا رب كيف ابشر المذنبين وانذر الصديقين ؟ قال : «يا داود بشر المذنبين اني اقبل التوبة واعفو عن الذنب . وانذر الصديقين الا يعجبوا باعمالهم ، فانه ليس عبد انصبه للحساب الا هلك» (4) اعوذ بالله تعالى من المناقشة في الحساب التي تهلك الصديقين ومن هو اعظم منهم .
ينقل الشيخ الصدوق في (الخصال) مسندا الى الامام الصادق ان الشيطان يقول : «اذا ظفرت بابن آدم في ثلاث فلا يهمني عمله بعد ذلك لانه لن يقبل منه : اذا استكثر عمله ، ونسي ذنبه ، وتسرب اليه العجب» ! (4) .
وفضلا عما سمعت من مفاسد العجب ، فانه شجرة خبيثة ، نتاجها الكثير من الكبائر والموبقات . فعندما يتاصل العجب في القلب ، يجر عمل الانسان الى الكفر والشرك والى ما هو اعظم من ذلك .
ومن مفاسده استصغار المعاصي . بل ان ذا العجب لا ينهض لاصلاح نفسه ، ويظن ان نفسه زكية طاهرة ، فلا يطرأ على تفكيره ابدا ان يطهرها من المعاصي ، فستار الاعجاب بالنفس وحجابه الغليظ يحول بينه وبين ان يرى معايب نفسه . وهذه مصيبة ، اذ انها تحجز الانسان عن جميع الكمالات ، وتبتليه بانواع النواقص ، وتؤدي بعمل الانسان الى الهلاك الابدي ، ويعجز اطباء النفوس عن علاجه ....
ومن مفاسده الاخرى انها تجعل الانسان يعتمد على نفسه في اعماله ، وهذا ما يصبح سببا في ان يحسب الانسان الجاهل المسكين نفسه في غنى عن الحق تعالى ، ولا يلاحظ فضل الاربعون حديثا :75
مخ ۷۵