بانكم بحكم الشرع والعقل افضل من هذا الشخص ، وان اعمالكم موجبة لنجاتكم ، وانكم بحمد الله طاهرون بعيدون عن المعاصي ومبرأون منها ، فيحصل من هذه الايحاءات على نتيجتين : الاولى : هي سوء الظن بعباد الله ، والاخرى : العجب بالنفس . وكلاهما من المهلكات ومن معين المفاسد .
قولوا للشيطان والنفس : قد تكون لهذا الشخص المبتلي بالمعصية ، حسنات ، او اعمال اخرى فيشمله الله تعالى بها بوافر رحمته ، ويجعل نور تلك الحسنات والاعمال منارا يهديه فيؤول عمله الى حسن العاقبة . ولعل الله قد ابتلى هذا الشخص بالمعصية لكي لا يبتلي بالعجب ، الذي يعد اسوا من المعصية . مثلما ورد في الحديث الشريف المنقول في الكافي ، عن ابي عبد الله ، قال : «ان الله علم ان الذنب خير للمؤمن من العجب ولولا ذلك ما ابتلى مؤمنا بذنب ابدا» (1) ولعل عملي انا يؤول الى سوء العاقبة بسبب سوء الظن هذا . وكان شيخنا الجليل العارف الكامل الشاه آبادي «روحي فداه» يقول :
«لا تعيبوا على احد ، حتى في قلوبكم ، وان كان كافرا ، فلعل نور فطرته يهديه ، ويقودكم تقبيحكم ولومكم هذا الى سوء العاقبة ان الامر بالمعروف والنهي عن المنكر غير التعيير القلبي» بل كان يقول : «لا تلعنوا الكفار الذين لا يعلم بانهم رحلوا عن هذا العالم وهم في حال الكفر ، فلعلهم اهتدوا في اثناء الرحيل فتصبح روحانيتهم مانعا لرقيكم» . وعلى اي حال ، فان النفس والشيطان ، يدخلانكم في المرحة الاولى من العجب وقليلا قليلا ينقلانكم من هذه المرحلة الى مرحلة اخرى ، ومن هذه الدرجة الى درجة اكبر الى ان يصلا بالانسان في النهاية الى المقام الذي يمن فيه على ولي نعمته ومالك الملوك ، بايمانه او اعماله ويصل عمله الى اسفل الدرجات .
فصل:في مفاسد العجب
اعلم ان العجب هو بنفسه من المهلكات والموبقات وهو يحبط ايمان الانسان واعماله ويفسدها ، كما يجيب الامام عليه السلام الراوي عندما يساله في هذا الحديث الشريف عن العجب الذي يفسد العمل فيحدد عليه السلام ان درجة منه هي العجب في الايمان . وقد سمعت في الحديث السابق ان العجب اشد من الذنب في حضرة الله تعالى ومن هنا فانه تعالى يبتلي المؤمن بالمعصية لكي يصبح آمنا من العجب ، والرسول الاكرم يعتبر العجب من المهلكات .
مخ ۷۴